أجرى الحوار نواف إبراهيم
أولا ماحدث في الجبهة الجنوبية وتحديدا بعد عملية الجيش العربي السوري ومرحلتها الأولى ومرحلتها الثانية وماحققته من أهداف تكتيكية بأبعاد استراتيجية وتطهير حوالي 200كلم مربع، وخلق المناخات الملائمة لإطلاق ماتبقى من مراحل العملية التي ينفذها الجيش العربي السوري، والتي أصابت مجاميع الإرهاب التي تهيمن عليها جبهة النصرة ميدانيا وإيديولوجيا في الجنوب، والتي يدعمها الكيان الصهيوني والنظام الأردني، أصيبت جبهة النصرة ومشتقاتها بنكبة على المستوى البنيوي البشري والمادي والمعنوي وبحالة انهيار حقيقي بسبب خسارتها للمناطق التي كانت تظن أنها عصية على الجيش العربي السوري ومجموعة الخسائر التي منيت بها المجموعات الإرهابية وفرارها بالجملة ، وهذ الإنتصارات للجيش العربي السوري والخسائر التي منيت بها المجموعات الإرهابية وهذا الإنهيار والإرباك الناتج، وصلت مفاعيله إلى الكيان الإسرائيلي وإلى داخل النظام الأردن، لأن ماكان يعول عليه الكيان الإسرائيلي على مدى ثلاث سنوات لإقامة مايسمى الجدار الخبيث، أو جيش لحد والجدار الإسلامي والمنطقة العازلة، بدأ ينهار وكل الأوهام التي توهمت المجموعات الإرهابية بدعم الكيان الإسرائيلي والنظام الأردني ربما التوجه نحو دوما أو الضغط على دمشق، أو باتجاه درعا أو القنيطرة كلها انهارت، وهذه الهستريا من الكيان الصهيوني والنظام الأردني، مايدعو إليه النظام الأردني وغرف العمليات في عمان أو الرمثا أو في جملة لقادة مايسمى بالجيش الحر هذا المصطلح غير موجود ميدانيا، وهذا بالحقيقة مصطلع إعلامي وليس ميداني، لأنه لاتوجد أي سيطرة لأي من المجموعات الإرهابية إلا لجبهة النصرة في هذه المنطقة، ولا حول ولا قول لأي تنظيم إرهابي آخر، ومايحاول أن يقوم به النظام الأردني هو وقف هذا الإنهيار لهذه المجموعات الإرهابية، لكن وقائع الميدان ووتائر الميدان وتقدم الجيش العربي السوري والانهيار الدراماتيكي لهذه المجاميع الإرهابية أكبر من قدرة غرفة العمليات ولايوجد معجزة حسب الحالة الميدانية يمكن أن ينقذ هذه المجاميع الإرهابية من الانهيار، وخاصة أن ماكينة الجيش العربي السوري تتقدم بوتائر عالية جداً وهذا المثلث الذي بدأته قوات الجيش العربي السوري من تل مرعي ودناجي ودير ماكر وتمدده في طريقه ليتحول إلى دوائر لتطهير هذه المناطق من مجاميع الإرهاب.
حقيقة دور الأردن بدعم المجموعات الإرهابية ليس جديداً، الأردن شكل نقطة ارتكاز مهمة منذ بداية الإعتداء على سورية، وغصت معسكرات الأردن بتدريب المجموعات الإرهابية سواء معسكر الراجحي ومعسكر الرويشد ومعسكر الأكيدر، وعشرات المعابر التي يأتي من خلالها المسلحون إلى ريفي القنيطرة ودرعا وهذه العمليات تديرها المخابرات الأردنية والسعودية والقطرية والإسرائيلية بشكل كامل، وربما يحاولون وقف انهيار وتقهقر هذ المجموعات الإرهابية، لرفع معنوياتها لكن رياح الميدان في المنطقة الجنوبية تأتي بما لاتشتهيه غرف العمليات ولاطيران الكيان الصهيوني ولا غيرهم.
وفيما يخص تصريح هنري كيسينجر حول قيام حرب عالمية ثالثة أقول إننا نخوض حرب عالمية من مواجهة الإرهاب منذ أربع سنوات وسورية تقوم بها بالأصالة عن نفسها ولكن نيابة عن العالم، وثانيا الدروس المستفاد منها في التاريخ دائما الحروب العالمية بنتائجها تصيغ مستقبل المنطقة والعالم وتوازنات العالم لمدة نصف قرن على الأق ، وإذا تذكرنا أن الحرب العالمية الأولى صاغت العالم وتوازناته حتى الحرب العالمية الثانية، والحرب العالمية الثانية بنتائجها أيضا صاغت مستقبل العالم وتوازناته ورسمت الجغرافية السياسية إلى بدء الحرب في الشرق الأوسط بداية من المفصل السوري، والمنتصر هو من سيكتب التاريخ، وهذه الحرب التي نخوضها ويخوضها العالم ضد الإرهاب هي من سيرسم توازنات المنطقة ومصالحها ومستقبل العالم على الأقل لنصف قرن قادم.
ماقدمته سورية والعراق قيادة وجيشا وشعبا وإيران وروسيا وكل هذه المنظومة التي أثبتت علة كعبها وموقفها المستند على القانون وميثاق الأمم المتحدة أيضا وماقدمته في هذه الحرب أعتقد هي التي سوف ترسم مصير هذه الحرب العالمية، وأعتقد أن قيام الولايات المتحدة الأمريكية بتشكيل مايسمى الحلف الدولي لمكافحة الإرهاب هو عبارة عن خطوة ولو متأخرة للحاق بالحلف الحقيقي الذي يواجه الإرهاب الذي يضم روسيا والصين وكل هذه المنظومة، ولو أنني أبدا لم أرى في التاريخ مايشجعني على القول أن الولايات المتحدة حاربت الإرهاب أو دافعت عن حقوق الشعوب والانسان أو طبقت قوانين الأمم المتحدة أو القانون الدولي، لكنها دعمت الإرهاب وجل صناعة الإرهاب في العالم تقع على عاتق الولايات المتحدة الأمريكية، الولايات المتحدة لايمكنها أن تشكل حلف أو تكون في إطار مواجهة مع حلف مواجهة الإرهاب والذي يمتد من سورية إلى إيران وروسيا والصين إلى كل هذا العالم العاقل الآن الذي يواجه هذا الإرهاب، نعم نحن في إطار حرب عالمية لكن بين العالم على إطلاقه وبين من يواجه الإرهاب وداعميه من جهة أخرى.