ودك التنظيم الإرهابي، مستخدما الجرافات، معالم مدينة النمرود التي سُميت قديما عند تأسيسها في القرن الثالث عشر قبل الميلاد، بـ"كالح"، جنوب الموصل، الواقعة تحت سيطرة التنظيم منذ منتصف العام الماضي.
وعلمت وكالة "سبوتنيك" الروسية، من شهود عيان، في مدينة الموصل "مركز محافظة نينوى، شمال العراق، أن تنظيم "داعش" أقدم على هدم مدينة النمرود الآشورية الأثرية، منذ صباح أمس الخميس، وحتى العصر.
وتزامن تدمير "النمرود"، وهي واحدة من العواصم الآشورية الأربعة (نينوى، كالح، دور-شروكينو، وآشور)، حجراً على الحجر، على يد تنظيم "داعش"، مع تمدد خسائره الفادحة في الحرب المُعلنة ضده من القوات العراقية، والحشد الشعبي، والعشائر.
ويعود تاريخ مدينة النمرود إلى مؤسسها آشور ناصر بال الثاني (883-859) ق.م ، وإلى عهد ابنه وخليفته شيلمنصر الثالث (858- 824) ق.م.
كانت معاول تنظيم "داعش"، امتدت لهدم مقابر المسيحيين الآشوريين ورفاتهم الراقدة في مقابر يعود تاريخها إلى أكثر من 1900عام… ليكمل التنظيم الإرهابي بذلك خطته الرامية إلى تفريغ أقدم مناطق شمال العراق من المكون المذكور؛ الأحياء منهم والأموات.
وهجًّر تنظيم "داعش" الآلاف من المسيحيين الآشوريين، من العراق وسوريا، وعاث فسادا في قراهم بإبادات وتدمير لم يشمل تخيير أبناء المكون دخول الإسلام أو دفع جزية أو تعريض رقابهم للذبح فحسب، بل امتد أيضا مهاجما الحجر والأثر ومحطماً آثار العراق الآشورية النادرة والفريدة في متحف الموصل، قبل نحو أسبوع، في جريمة جديدة تضاف إلى سجل جرائمه ضد الإنسانية وحضاراتها.