وأفاد بيان صادر عن بعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، أن المشاركين الليبيين والبعثة اتفقوا على أن تمنح فترة التشاور الأطراف الليبية الأساسية بعض الوقت لتقييم التقدم الذي تم إحرازه حتى الآن والتباحث مع الوفود في سبل المضي قدماً في المباحثات.
وذكر البيان أن المحادثات شهدت تقدماً مهماً حتى الآن بهدف إيجاد حل سلمي للنزاع في ليبيا. وتركزت النقاشات على الترتيبات الأمنية لإنهاء القتال وتشكيل حكومة وحدة وطنية من أجل إنهاء الانقسام المؤسسي في البلاد.
وتسعى القوى الغربية لإنجاح حوار المغرب، المنعقد فى العاصمة المغربية "الرباط"، في محاولة لتقريب وجهات النظر بين الفرقاء الليبيين لإيجاد حل للأزمة التي عصفت بالبلاد عقب سيطرة العديد من الميلشيات والتشكيلات المسلحة على مؤسسات الدولة واستهدافها للمواطنين الأجانب، وسعيها للسيطرة على الموانئ النفطية، إضافة إلى ظهور تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) الإرهابي، الذى يشكل تهديدا مباشرا لدول الجوار والدول الغربية عقب الإعلان عن نفسه رسميا أثناء عملية ذبح 21 مواطنا مصريا على شواطئ مدينة سرت الليبية.
ومن جانبه، أعلن مبعوث الأمم المتحدة إلى ليبيا، برناردينو ليون، الجمعة، بالعاصمة المغربية الرباط، إحراز تقدم في الملفين المهمين الموجودين حاليا على طاولة المشاورات السياسية بين الأطراف الليبية المتنازعة والتي انطلقت بمدينة الصخيرات المغربية، والمتعلقين بتشكيل حكومة وحدة وطنية والترتيبات الأمنية.
وأعرب المبعوث الأممي خلال لقاء صحفي مشترك عقب مباحثات أجراها مع وزير الشؤون الخارجية والتعاون المغربي صلاح الدين مزوار، عن أمله في إحراز مزيد من التقدم خلال الأيام المقبلة، مؤكدا أن "المشاورات بين الأطراف الليبية تمثل حدثا تاريخيا."
من جانبها، عبرت المنسقة العليا للأمن والسياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، فيدريكا موغيريني، عن استعداد الاتحاد لإرسال فريق لمراقبة وقف إطلاق النار وحماية البنية الأساسية في ليبيا، في حال نجاح المفاوضات التي تجرى بين الفصائل المتنازعة برعاية الأمم المتحدة.
وأضافت موغيريني، خلال تصريحات صحفية عقب اجتماع لوزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، "بدأنا مناقشة الإسهامات الممكنة للاتحاد الأوروبي، لدعم أي اتفاق محتمل، وهذا قد يشمل جميع أشكال الدعم الممكنة بما فيها البعثات أو العمليات."
وأشارت المنسقة العليا للسياسة الخارجية الأوربية إلى اتصال هاتفي مع مبعوث الأمم المتحدة، برناردينو ليون، الذي يدير حاليا حوارا بين الفصائل الليبية، تستضيفه العاصمة المغربية، موضحة أنه إذا بدأت العملية السياسية فإن المجتمع الدولي والاتحاد الأوروبي سيكونان على استعداد لدعمها بكل السبل الممكنة، وأن وزراء خارجية دول الاتحاد الأوروبي سيناقشون ذلك خلال الاجتماع المقبل منتصف مارس/ آذار الجاري.