معتبرة أن تلك الهجمات "باتت حقيقة واقعية متنامية"، فيما أكدت أن الأزمة الأوكرانية تؤثر بعمق في علاقات موسكو بالغرب وتحمل في طياتها تطورات مثيرة للقلق.
ورصد التقرير، الذي قام مدير الاستخبارات الأمريكية جيمس كلابر بتسليمه مؤخراً للكونغرس الأمريكي، مجموعة "التهديدات العالمية" التي تعد أهم تحديات الأمن القومي الأمريكي، مدعيا أن الحكومة الأمريكية والقوات المسلحة، والشبكات التجارية، تتعرض بشكل يومي لمحاولات اختراق من جانب مجموعة من الفاعلين، من دول قومية تستخدم برامج متطورة للغاية مثل روسيا والصين، ودول أقل تقدما لكنها تستهدف إلحاق الضرر مثل إيران وكوريا الشمالية، أو عبر مجرمين يستهدفون الحصول على المال، أو من خلال قراصنة لهم دوافع إيديولوجية متطرفة.
وذكر التقرير أن وزارة الدفاع الروسية قامت، حسب عسكريين كبار روس، بإنشاء شبكة الكترونية خاصة مسؤولة عن القيام بالأنشطة الإلكترونية الهجومية، والتي تتضمن عمليات الدعاية وإدراج البرامج الضارة في الأنظمة المستهدفة، وأن روسيا تعمل على إنشاء فرع متخصص في عمليات الشبكات الإلكترونية.
وبحسب التقرير فإن التقارير الأمنية حول أمن الأنظمة الإلكترونية، تشير إلى عدم تحديد العناصر الروسية المؤثرة في أنظمة التحكم عن بعد، والقادرة على الوصول إلى أنظمة التحكم الصناعية (ICS)، لافتا إلى أنه من خلال هذه الأنظمة يمكن إدارة البنى التحتية المهمة، مثل شبكات الطاقة الكهربائية، وأنظمة النقل الجماعي في المناطق الحضرية، ومراقبة الحركة الجوية، وشبكات النفط وتوزيع الغاز، محذرا من وصول هذه البرامج إلى أطراف أخرى من خلال عمليات البيع والشراء، وبالتالي تحميل وتحديث البرمجيات الخبيثة.
وأشار التقرير إلى أن روسيا قامت بتطوير منظومة صواريخ من طراز "كروز"، وأن المسؤول الكبير في الإدارة الروسية، سيرغي ايفانوف، لفت إلى أن العالم قد تغير منذ التوقيع على معاهدة عام 1987، وأن روسيا تعمل على تطوير نظم الأسلحة المناسبة في ضوء انتشار تكنولوجيا الصواريخ المتوسطة وقصيرة المدى في جميع أنحاء العالم.
وأضاف التقرير أن تطوير روسيا لصاروخ كروز يتعارض مع اتفاق الحد من الأسلحة متوسطة المدىINF المبرم بين الدولتين.
وحول انخفاض أسعار النفط في السوق العالمية، اعتبر التقرير أنه يسهم في دفع الاقتصاد العالمي، منوها بقرار منظمة "أوبك" بالحفاظ على مستويات إنتاجها، والزيادات السريعة في إنتاج النفط غير التقليدي- الصخري- في كندا والولايات المتحدة، واستئناف بعض الدول المؤثرة في أسواق النفط العالمية مثل ليبيا، لإنتاجها بصورة جزئية.
ويرى التقرير أن الأزمة الأوكرانية قد تؤثر بعمق في علاقات روسيا مع الغرب، وسيكون لها آثار بعيدة المدى على السياسة الروسية الداخلية، والتنمية الاقتصادية، والسياسة الخارجية، وأن ما قال عنه "استعداد روسيا لاستخدام القوات العسكرية وشبه العسكرية" يمثل تطورا يثير القلق، خاصة أن مسؤولين عسكريين أعلنوا "خططاً" وصفها التقرير بأنها "خروج عن المنطقة" جوا وبحرا وصولاً إلى منطقة البحر الكاريبي والبحر الأبيض المتوسط.