إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يوماً بعد يوم تزداد الحالة الهستيرية التي تعيشها الولايات المتحدة الأمريكية بسبب فشلها في حل الأزمة السورية التي كانت المدير والمدبر الرئيسي لها ومايؤكد ذلك هو محاولات الولايات المتحدة الأمريكية الدخول إلى سورية من جديد، تارة عبر الضغط السياسي وتارة أخرى عبر اختراق الأجواء السورية بطائرات استطلاع مذخرة، وتارة أخرى بتوجيه اتهامات غير مدعومة بأي دليل حول استخدام السلاح الكيمائي من قبل الجيش السوري في محافظة إدلب السورية مؤخراً بالتوازي مع القرار الأممي 2109 بخصوص سورية.
وهذا مايشرح هذا التخبط الكبير الذي تعيشه الولايات المتحدة ميدانيا حيث تخسر المجموعات المسلحة الإرهابية في كافة ساحات المعارك على امتداد الأراضي السورية التي تجري عليها الأحداث العسكرية بين المجموعات الإرهابية المسلحة والجيش السوري، ومن جهة أخرى التباين الكبير بين تصريحات المسؤولين الأمريكيين السابقين والحاليين وبالتحديد تصريحات السفير الأمريكي السابق لدى دمشق روبرت فورد الذي انتقد منذ فترة بشدة سياسة بلاده واستراتيجيتها تجاه الأحداث في سورية معرباً عن أن الولايات المتحدة والكثير من الدول التي تقف معها باتت مجبرة على التفاوض مع الرئيس السوري بشار الأسد، ومن ثم يأتي تصريح وزير الخارجية الأمريكي جون كيري الذي قال أيضا بأنه لابد من إيجاد سبيل للتفاوض مع الرئيس بشار الأسد مستنداً إلى أن خطر الإرهاب الذي صنعته الولايات المتحدة وصدرته إلى سورية بات خطراً لابد من مواجهته ، يلي تصريح كيري تصريح آخر جاء على لسان المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية بساكي والتي دحضت موقف وتصريح كيري مؤكدة بأنه لايعبر عن الرأي الرسمي للولايات المتحدة.
طبعا هنا نستطيع أن نتحدث مطولاً عن الفشل الذريع الذي منيت به الولايات المتحدة الأمريكية وحلفاؤها بخصوص الأزمة السورية والذي يعزوه الكثير من المسؤولين والخبراء والمهتمين السوريين والعرب وحتى الدوليين إلى صمود سورية والجيش السوري والقيادة السورية التي بالطبع تحصل أيضاً على دعم كبير من محور المقاومة الذي تعتبر العصب الرئيسي في جسده والمقصود هنا ايران وحزب الله على الساحة الإقليمية وروسيا والصين ودول بريكس وغيرهم على الساحة الدولية.
إذا وقعت الدولة المتحالفة ضد سورية في مستنقع يصعب الخروج منه دون خسائر سياسية كبيرة تضاف إلى الخسائر الميدانية أمام تقدم الجيش السوري الذي وجه ضربات قاصمة للعمود البشري والفقري للمجموعات الإرهابية بمختلف مسمياتها داعش والنصرة وغيرها.
للوقوف على هذه التغيرات والتطورات على الساحة الميدانية والسياسية بخصوص الأزمة في سورية استضفنا في حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور سليم حربا، وكذلك أستاذ القانون في جامعة دمشق الدكتور محمد خير العكام
فلنستمع وإياكم إلى تقاطع تقديرات الميدان مع التقديرات السياسية والقانونية للمتاهة السورية التي عجز العالم عن الخروج منها بعدما حاكتها دول الغرب وبعض دول المنطقة ضد سورية والمنطقة بشكل عام منذ عام 2011 تحت مسمى "الربيع العربي"