وهي ان مبارك دفع بفريق متميز من الساسة وفقهاء القانون لخوض غمار معركة قانونية سياسية دعمتها الوثائق التاريخية ضد اسرائيل وتمكن الفريق من حسم المعركة وعادت "طابا" للسيادة المصرية، ورفع مبارك علم بلاده فوقها عام ١٩٨٩.
القاهرة ـ سبوتنيك — عمرو عمران
يرى كثيرون في عهد مبارك، تجاوزات اجهزة الأمن ولا يتذكرون رفضه إقامة قواعد عسكرية اجنبية في بلاده.. يصب الملايين اللعنات على مبارك لارتفاع مستويات الفقر والمرض ونشوء طبقة تمثل الرأسمالية المتوحشة ويتجاهلون ذكرى طابا، يصفون مبارك ب"الفاسد الاكبر" ويتناسون انه "قائد الضربة الجوية" في حرب أكتوبر ١٩٧٣، بل ويعتبر البعض ان قيادته لتلك الضربة كانت "في إطار اداء الوظيفة"!!
وعلى الرغم من "تخلي" مبارك عن الحكم عقب ثورة 25 يناير 2011، فإن شريحة من المجتمع المصري تراه جزءا من تاريخ الحرب والسلام في مصر، بينما تؤكد رسالة الرئيس الاسبق للمصريين في ذكرى تحرير طابا ان "الطريق إلى طابا لم يكن سهلا".
ونشرت الكاتبة الكويتية فجر السعيد، عقب لقاء الرئيس السابق رسالة مبارك، بمناسبة ذكرى تحرير "طابا" جاء فيها:"وأنا أسترجع ذكريات الأيام المجيدة التي عشتها في خدمة بلادي يظل التاسع عشر من مارس يوما أعتز وأفتخر به بعد أن تركت منصبي كرئيس للجمهورية، وأصبحت في ذمة التاريخ بكل ما قدمت لوطني من عطاء عبر مسيرة من العمل والكفاح والتضحية استمرت لما يزيد عن ستة عقود".
وأضاف: "أسترجع حكمة واقتدار المفاوض المصري من أجل أن تنسحب إسرائيل من آخر شبر من أرضنا المحتلة، تحمله هذه المسئولية بشرف وإباء, وخاضت مصر ملحمة وطنية من أجل استرداد طابا تأكيدا لإرادتنا وتصميمنا على استرداد كامل حقوقنا وأرضنا في ملحمة سياسية ودبلوماسية بعد أن خاض جيش مصر العظيم ملحمة عسكرية رائعة سيظل يذكرها التاريخ… لم يكن الطريق إلى استرداد طابا سهلا أو ممهداً، ولم تكن فقط بمثابة سلسلة من المفاوضات فبعد انتصار السادس من أكتوبر 1973 وفض الاشتباك الأول في يناير 1975 تم توقيع معاهدة السلام في 6 مارس 1979، والتي أصر الرئيس الراحل أنور السادات أن تنص علي انسحاب إسرائيل من كامل الأراضي المصرية التي احتلت في عام 1967".
وفي ذكرى تحرير طابا، خرج العشرات من مؤيدي الرئيس الأسبق والذي يطلقون على انفسهم "ابناء مبارك" اليوم الخميس في وقفة تأييد للرئيس السابق امام المستشفى العسكري بالمعادي حيث يستكمل علاجه. وكالة "سبوتنيك" التقت عددا من المشاركين للتعرف على الأسباب التي دفعتهم إلى الدعوة لهذه الوقفة، وأكد حسن الغندور — 34 عاما — عسكري سابق في قطاع الحرس الجمهوري "اننا تجمعنا اليوم هنا عند المستشفي التي يستكمل علاجه فيها الرئيس الاسبق مبارك الذي رفع علم مصر فوق طابا.. نحن نشعر بأن هناك نوع من طمس حقائق التاريخ من قبل الدولة, فقررنا ان نجتمع هنا وليس في مكان اخر حيث نحتفل مع صاحب هذا النصر, ليس لنا أي مطالب من أي نوع. وأضاف الغندور.. ما اريد ان اقوله "ان الاحتفال بأعياد سيناء كلها يعتبر تاريخ للرئيس مبارك و ابطال حرب السادس من اكتوبر."
اما السيدة زينب عامر (50 سنة — ربة منزل) عبرت عن مشاركتها اليوم في هذه الفاعلية مبتدئة كلامها قائلة "لن ننسي تاريخ الرئيس مبارك, التاريخ فقط هو من يستطيع ان يكرم الرئيس مبارك و ليست الدولة. لا انكر ان جزءا من الشعب المصري أهان مبارك ولكن الكثيرون اليوم يندمون علي ايامه. وأضافت.. انني اعتبرهم مرضي هؤلاء الذين يريدون ان يغيروا التاريخ. في العالم يعرفون و يقدروا تاريخ مبارك حتي انه في احدي دول الاتحاد السوفيتي القديم قد اقاموا تمثالا له.
كما التقى مراسل وكالة سبوتنيك مع الكاتب والحاصل على الدكتوراة في العلوم السياسية شادي محفوظ — 48 عاما، الذي قال "اريد ان اقول اننا جئنا الى هنا اليوم, لا احد منا يمثل ابناء مبارك, نحن جئنا من اجل مصر و حب هذا البلد و ليس لشخص الرئيس مبارك. الرئيس الاسبق اصر على ان يعيد كل شبر من ارض سيناء، وبالتالي الحضور اليوم هنا هو يعبر في حقيقة الامر عن الوفاء لمصر، وانا شخصيا اعشق الرئيس الراحل انور السادات و لكن عندما قرأت التاريخ عرفت ان الزعيم جمال عبد الناصر كان وطنيا الي ابعد حد. لا استطيع ان اشطب 18 سنة (فترة حكم عبد الناصر) من تاريخ بلدي اذا كنت لا احب عبد الناصر.. مبارك تحول الى رمز عندما قال له الرئيس الامريكي أوباما "ان عليه ان يرحل الان".. انا التمس العذر لأي شخص لا يستطيع ان يفهم هذا المعني الحقيقي لحب البلد, و قد يكون السبب في ذلك هو الاعلام".."
كانت مصر وإسرائيل قد اتفقتا على اللجوء للتحكيم الدولي حول منطقة "طابا" عام 1982 في ظل الخلاف حول النقط الحدودية وخاصة العلامة 91 وكان قرار التحكيم الدولي مؤيدا لموقف مصر، وقام مبارك في احتفالية كبيرة آنذاك برفع العلم المصري على طابا، عام ١٩٨٩، معلنا عودة طابا للسيادة المصري.