00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
00:00
01:00
02:00
03:00
04:00
05:00
06:00
07:00
08:00
09:00
10:00
11:00
12:00
13:00
14:00
15:00
16:00
17:00
18:00
19:00
20:00
21:00
22:00
23:00
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
06:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
14:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
19:03 GMT
117 د
مدار الليل والنهار
21:00 GMT
34 د
مدار الليل والنهار
03:30 GMT
150 د
مدار الليل والنهار
06:00 GMT
183 د
عرب بوينت بودكاست
10:24 GMT
36 د
مدار الليل والنهار
14:00 GMT
183 د
مدار الليل والنهار
19:03 GMT
117 د
أمساليوم
بث مباشر

ثقافة الكراهية

© Sputnik / الانتقال إلى بنك الصورثقافة الكراهية
ثقافة الكراهية - سبوتنيك عربي
تابعنا عبر
الصورة النمطية للعرب والمسلمين في غالبية وسائل الإعلام الأميركية والغربية المؤثرة انتجت ثقافة كراهية ضدهم، وصلت إلى حد كره اللغة العربية، واعتبار تعلمها أو الحديث بها عمل من أعمال دعم الإرهاب، والصورة النمطية سلاح يستخدم أيضاً ضد العديد من شعوب العالم.

صناعة الرأي العام في الولايات المتحدة الأميركية تحمل في طياتها طرائف غير قابلة لتفسير منطقي، على سبيل المثال تركز معظم وسائل الإعلام الأميركية على ما تزعم بأنه تنامي تأييد المواطنين الأميركيين للتدخل العسكري في أوكرانيا، لكن الطريف في الأمر أن  الغالبية الساحقة من الأميركيين لا يعرفون أين تقع أوكرانيا، ففي استطلاع للرأي أجراه مركز "إس إس أي" الأميركي للدراسات العام الماضي، شمل أكثر من 2000 مواطن أميركي، معظمهم لم يستطيعوا تحديد موقعها على خريطة عرضت عليهم، وحسب ما أوردته صحيفة "واشنطن بوست"، قال بعض المشاركين إن أوكرانيا تقع بمحاذاة البرتغال، في حين قال آخرون إنها قريبة من السودان، وذهب البعض الى القول إنها تجاور فنلندا من الشمال.

وتشدد الصحيفة على ملاحظة لافتة في نتائج الاستطلاع، حيث أشار القائمون عليه إلى "علاقة طردية بدت واضحة لدى معظم المشاركين ، فكلما قلَّت قدرتهم على تحديد موقع أوكرانيا، كلما زادت رغبتهم في تدخل بلادهم هناك".

ويمكن اعطاء عشرات الأمثلة الأخرى على جهل الرأي العام الأميركي بالجغرافيا والتاريخ، بما فيه جغرافيا وتاريخ الولايات المتحدة نفسها، فنسبة كبيرة من الأميركيين يعتقدون أن إسرائيل تقع في أوروبا، رغم التأييد الكبير الذي تلقاه دائماً في استطلاعات الرأي، وهذا المثال يبدو عادياً أمام عدم معرفة حدود الولايات المتحدة وموقعها الجغرافي، لكن ذلك يحدث في "بلاد العم السام"، ورغم هذا تواصل وسائل الإعلام الأميركية الحديث عن رأي عام أميركي مؤثر، وضاغط على صناع القرار في واشنطن، وعن ثقافة مجتمعية أميركية رائدة في "المجتمعات الحرة"، وعن رقي وفرادة النموذج الحضاري الأميركي المنفتح والمتنوع المنابت والثقافات.

وبفعل الحملات المكثفة والمستمرة رسمت صورة نمطية للعرب والمسلمين في عقل المواطنين الأميركيين، والغربيين عموماً، تنظر إليهم كإرهابيين ومتخلفين حضارياً، وتشوِّه ثقافتهم ومعتقداتهم، حتى اللغة العربية لم تسلم من التشويه والعداء في المخيلة الأميركية والغربية. بالطبع حملات التشويه والتنميط لا تستهدف العرب والمسلمين فقط، بل استهدفت أيضاً الروس والصينيين والكوبيين والكوريين والفنزويليين، وعادة يتم توقيت شن الحملات أو تصعيدها تبعاً لأهداف وغايات سياسية، وتتوقف تبعاً للمقياس نفسه، ففي العام الأخير كثفت الحملات ضد روسيا، وقبلها ركزت على الصين.

لكن الحملات على العرب والمسلمين لم تتوقف منذ عقود طويلة، وصار العداء لهم يأخذ أشكالاً عنصرية، يتم التعبير عنها بمواقف متشنجة تجاه كل ما يمت بصلة للعرب والمسلمين، والمثال الأخير على ذلك تقديم مدرسة في نيويورك اعتذراً بعد زوبعة اثارها عنصريون احتجاجاً على أداء قسم الولاء باللغة العربية، خلال احتفال مخصص للّغات الأجنبية والتنوع. وتذرع المحتجون بأن لهم أقارب قتلوا في الحرب على أفغانستان والعراق.

ذريعة واهية تكشف عنها واقعة أخرى، قبل عامين تقريباً، رفض فيها أهالي طلاب في ولاية الاباما إدخال دروس اللغة العربية في المنهاج، معتبرين أن اللغة العربية تعلم "ثقافة الكراهية". ومثل هكذا آراء نتاج ضخ إعلامي ودعاوي يقلب الحقائق رأساً على عقب، ويشوِّه ثقافة ومعتقدات الآخر، فالإعلام الأميركي يتجاهل تماماً جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبها الجنود الأميركيون في أفغانستان والعراق، وأساليب التحقيق الوحشي في السجون إبان الاحتلال، أفظعها ما سرِّب من سجن أبو غريب، إلا أنه يبدو أن أميركيين كثر مقتنعون بأن على الضحية الاعتذار للجاني، ولذلك على الأفغان والعراقيين أن يعتذروا لجنود وضباط الاحتلال الأميركي؟!

على هذا النحو يصبح من الممكن أن تساق الاتهامات ضد اللغة العربية باعتبارها "إناء لثقافة تنضح بالعنف"، بينما الجندي الأميركي الطيب ذهب إلى العراق وأفغانستان دفاعاً عن الحرية والقيم الحضارية!!، وهذا تلفيق مفضوح ربما يستخدم مستقبلاً لتبرير دعوات التدخل العسكري في سورية أو ليبيا أو أوكرانيا، أو أي منطقة في العالم، بدافع من "ثقافة كراهية" تشيطن العالم وشعوبه، ولا يتورع معتنقوها عن اتهام الآخرين بها، والتبجح بامتلاك قيم ديمقراطية لا تحتمل سماع جملة باللغة العربية، أو ربما بالروسية أو الصينية أو الإسبانية، لأنهم أسرى صورة نمطية لقنت لهم، وتمنعهم سطوة الإعلام من أن ينظروا إلى أنفسهم في المرآة.

(المقالة تعبر عن رأي كاتبها)

شريط الأخبار
0
للمشاركة في المناقشة
قم بتسجيل الدخول أو تسجيل
loader
المحادثات
Заголовок открываемого материала