وكاد مقعد الرئيس اليمني، عبد ربه منصور هادي، الذي يتوقع وصوله في غضون ساعات قليلة إلى مدينة شرم الشيخ قادما من الرياض، أن يكون خاليا، بيد أن التطورات الأخيرة وما شهدته إثر انطلاق "عاصفة الحزم"، ساهمت في خروج الرئيس عبد ربه منصور هادي من عدن إلى سلطنة عمان ثم إلى الرياض، قادما إلى شرم الشيخ للمشاركة في القمة التي ستحتل الأزمة اليمنية صدارتها إلى جانب ملفات أخرى في انتظار "الحسم".
ومن أبرز القضايا التي ستبحثها القمة، يومي 28 و29 مارس/آذار، يأتي قرار مجلس وزراء الخارجية العرب الذي أقره المشاركون بالأمس بشأن مشروع قرار "إنشاء قوة عسكرية عربية مشتركة" لمواجهة التحديات التي تواجه البلدان الأعضاء، وهو المشروع الذي سيرفع أمام الرؤساء في القمة لإقراره، وتكليف الأمين العام لجامعة الدول العربية بالتنسيق بشأن الدعوة لإجراءات تشكيل هذه القوة وتفاصيلها.
ومن المقرر أن يلقي الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي كلمة بالجلسة الافتتاحية بعد تسلمه الرئاسة من الشيخ صباح الأحمد الصباح أمير الكويت، والذي سيفتتح أعمال القمة بكلمة يشرح فيها ما تحقق من إنجازات وتحولات خلال فترة رئاسة بلاده للقمة الـ25 على مدى العام الماضي.
وتتضمن المشاركة على مستوى الرؤساء في القمة كلا من مصر وفلسطين والسودان وتونس والعراق وموريتانيا وجيبوتي والصومال، إضافة إلى الرئيس اليمني، وملوك وأمراء كل من السعودية والأردن والبحرين والكويت وقطر، ويتراوح مستوى تمثيل بقية الدول العربية،
ويمثل جزر القمر نائب رئيس الجمهورية، وسلطنة عمان السيد أسعد بن طارق أل سعيد ممثل السلطان قابوس بن سعيد، فيما يمثل دولة الإمارات العربية المتحدة حاكم إمارة الفجيرة الشيخ حمد بن محمد الشرقي، والجزائر رئيس مجلس الأمة عبد القادر بن صالح، ولبنان رئيس الحكومة تمام سلام، وليبيا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، والمغرب وزير الخارجية صلاح الدين مزوار.
وتوقعت مصادر دبلوماسية، في تصريحات إعلامية، أن تركز كلمة السيسي، وهى الأولى له أمام القادة العرب منذ انتخابه رئيسا للبلاد، قبل عشرة أشهر، على طرح تصوراته لتفعيل منظومة الأمن القومي العربي، فى ضوء المقترح الذي تقدم إلى القمة، بشأن تأسيس "القوة العربية العسكرية المشتركة"، والتى ينتظر أن يقرها القادة، علاوة على كيفية التعامل مع الأزمات والتوترات التي تشهدها المنطقة، وفي مقدمتها اليمن وسوريا وليبيا والعراق، وغيرها من قضايا معروضة على جدول أعمال القمة
ومن المرتقب أن يسلط السيسي، في أول قمة تستضيفها مصر بعد ثورتيها في يناير/ كانون الثاني 2011 ويونيو/ حزيران 2013، الضوء على أهمية إعادة ترتيب البيت العربي، في ضوء التحديات الخطيرة التي تواجه المنطقة، وفي صدارتها ضرورة التصدي لتنامي التنظيمات الإرهابية، والتي باتت تنتشر في أكثر من دولة عربية، وتهدد أمنها إلى جانب الأمن القومي العربي.
وبدأت وفود الدول المشاركة بالوصول تباعا، ومن المرتقب وصول القادة العرب ورؤساء الوفود إلى منتجع شرم الشيخ في وقت لاحق من مساء اليوم، والذي شهد تكثيفا للإجراءات الأمنية التي تشارك فيها قوات من الحرس الجمهوري وقوات الجيش وقوات الأمن التابعة لوزارة الداخلية.