ورأى جوني، في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن "العلاقات الأردنية — الإسرائيلية تأتي في سياق تطبيعي، من أهم فصوله "الاتفاق الخاص بنقل المياه في البحر الميت، والذي يعد أكبر عملية تطبيع حصلت في تاريخ الصراع العربي — الإسرائيلي".
وفيما يتعلق بموقف لبنان من الاتفاق، قال جوني إن "الاتفاق يضر لبنان على المستويين السياسي والاقتصادي"، لافتاً إلى أنه على الرغم من أن لبنان لم ينتج النفط بعد، إلا أن توقيع اتفاق كهذا بين الأردن وإسرائيل قد يخلق خلافات مستقبلاً في حال بدأ لبنان بتصدير نفطه"، مشدّداً على أن "لبنان يعارض أي تعامل عربي — إسرائيلي سواء كان متعلقاً بالنفط أو بغير ذلك من القطاعات، "لأن ذلك يكرّس مبدأ التطبيع أكثر فأكثر".
وأوضح جوني أن الخلافات تتمثّل بشكل رئيسي في إمكانية التعاون العربي في المجال النفطي حين تتعارض المصالح السياسية بين دولة عربية تقوم بالتطبيع مع إسرائيل، مثل الأردن، ودولة عربية أخرى ما زالت في حالة صراع مع الدولة العبرية.
وأضاف أن هناك ثمة قضية أخرى لا يمكن تجاهلها في ما يتعلق بهذا الاتفاق، وهو وجود صراع بين لبنان وإسرائيل حول حقول الغاز، بعدما تأكد أن إسرائيل تسرق نفط لبنان من خلال "السحب الأفقي" من الحقول اللبنانية، ما يعني أن الغاز الذي ستصدّره إسرائيل للأردن قد يكون جزء منه مسروق من النفط اللبناني.
وفي ما يتعلق بتأثير هذا الاتفاق على أمن الطاقة على المستوى العربي، أشار جوني إلى أن "الملاحظ في الآونة الأخيرة أن إسرائيل صارت تبيع الغاز حتى إلى دولة كانت تستورد الغاز منها، كما هو الحال بالنسبة لمصر، وتسهيل عمليات بيع الغاز الاسرائيلي سيحدث ضرراً أكيداً على اقتصاديات الدول العربية، وخصوصاً تلك المرشحة لأن تصبح دولاً منتجة للنفط مثل لبنان وسورية".
وأعرب جوني عن قناعته بأنه، على الرغم من أن أسعار النفط تُحدّد في الأسواق العالمية باعتبارها خاضعة لاحتكارات الشركات السبع الكبرى وأخواتها، إلا أن "اتفاقية تصدير الغاز الإسرائيلي للأردن ستؤثر سلباً على أسعار النفط في ما يتعلق باتفاقات التصدير الثنائية بين دول المنطقة".
وعبّر عن قلقه مما وصفه بـ "الابتزاز الإسرائيلي إزاء صفقات كهذه"، منبّهاً إلى أنه "من شأن تصدير النفط الإسرائيلي للأردن، بحسب رأيه، قد تجد الدول العربية نفسها محكومة بواقع أن إسرائيل تحولت إلى دولة مصدّرة للنفط بغزارة، وقادرة على إبرام اتفاقيات مع دول عربية أخرى.
وقد صادق رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الطاقة سيلفان شالوم، يوم الخميس، على الاتفاق الخاص بتصدير الغاز الطبيعي الإسرائيلي إلى الأردن.
وبموجب هذا الاتفاق، سيتم بيع الغاز من حقل "تامار" البحري لشركتين اردنيتين بكمية أقصاها مليارين ومائتي مليون متر مكعب على مدى 15 عاماً.