وقالت المصادر، في تصريحات خاصة لوكالة "سبوتنيك" الروسية، إن إدارة أوباما رفضت كذلك عرضا من رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، بتسليح قوات الأمن العراقية بالآجل نظرا للضائقة المالية التي يمر بها العراق.
وحصلت "سبوتنيك"، على أبرز نتائج المباحثات العسكرية التي أجراها رئيس الوزراء العراقي، حيدر العبادي، والوفد المرافق له في واشنطن، على تفاصيل صفقة مقاتلات "إف- 16" التي أبرمت بين البلدين بقيمة 4.5 مليارات دولار.
وبررت الولايات المتحدة الأمريكية، رفضها تسريع وتيرة تزويد القوات العراقية بالسلاح، بجملة من الأسباب التي تعود جذورها إلى الحكومة السابقة ومخاوف من سيطرة إيران على الأسلحة وطائرات "إف- 16".
وقال المتحدث باسم رئيس الوزراء العراقي، سعد الحديثي، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، إن وزارة الدفاع العراقية، تعمل على قدم وساق، حالياً على إنشاء مدرجات مؤهلة لاستقبال مقاتلات "إف- 16" الأمريكية، التي ستصل حال إكمال الطيارين العراقيين تدريباتهم عليها في الولايات المتحدة.
وكشف المحلل السياسي العراقي، أحمد الأبيض، لـ"سبوتنيك"، عن طلب تقدم به رئيس الوزراء، العبادي، إلى الجانب الأمريكي، لتسليح القوات الأمنية بالأجل، نظراً للضائقة المالية التي يشهدها العراق حالياً.
وأوضح الأبيض، أن العراق عاجز عن سداد الدفعة الثانية من صفقة الطائرات "إف- 16"، وطلب رئيس الوزراء، العبادي، من واشنطن، تأجل تسديد دفعات الأموال.
وتدارك الأبيض، لكن رئيس الوزراء لم يوفق في الحصول على موافقة واشنطن على التسليح بالأجل، لأسباب عدة، منها تخوف غير مُعلن لواشنطن من سيطرة إيران على هذه الأسلحة، عبر بعض فصائل "الحشد الشعبي" الشيعي، المدعومة منها والمرتبطة بها.
وسربَ الأبيض، أن قيمة صفقة مقاتلات "إف- 16" الأمريكية للعراق التي من المقرر أن يستمر تنفيذها حتى عام 2018، بقيمة 4.5 مليارات دولار، سعر الواحدة منها 64 مليون دولار، تسلمت بغداد منها 10 فقط من أصل 36 طائرة متفق عليها.
وتابع، كان من المقرر أن تسلم واشطن، دفعة ثانية من طائرات "إف- 16" للعراق، في أغسطس/ آب العام الماضي، لكنها لم تفعل، لخلافات سياسية كثيرة كانت حينها في الحكومة السابقة، برئاسة نوري المالكي.
وعدد الأبيض، مخاوف الولايات المتحدة من تسليح العراق، منها أن تستخدم هذه الأسلحة الأمريكية وطائرات "إف- 16" ضد جهات محلية، مع مخاوف من دول الجوار وإقليم كردستان بأن تستخدم ضدهم، مثلما حدث من تجربة الحكومة السابقة.
ومن العوامل الأخرى التي أخرت تسليح الولايات المتحدة للعراق، وقوع أسلحة الجيش العراقي، بيد تنظيم "داعش" عند تركهم زمام الموصل كبرى مدن العراق سكاناً، شمالاً، مع وضعية الجيش الحالي.
وأشار الأبيض، إلى أن الجانب الأمريكي، يريد أن يكون تسليحه للعراق، خاضع للسيطرة الأمريكية بشكل مباشر أو غير مباشر.
وتحدث، عن ضغط مُورس من الجانب الأمريكي، على رئيس الوزراء، العبادي، في قضية الدور الإيراني وعلاقته ببعض فصائل "الحشد الشعبي"، في العراق، خلال اجتماعات غير رسمية عقدت في واشنطن، منتصف الأسبوع الجاري.
واختتم الأبيض، أن رئيس الوزراء العراقي، مُحرج جداً، والولايات المتحدة، كل يوم تقدم مبررات مختلفة لتأخير تسليح العراق.