وسيتخذ توسك قراراً بعد إجراء مشاورات، في وقت تعالت فيه مطالب دولية وإقليمية وحقوقية بضرورة ألا تقف أوروبا "مكتوفة الأيدي" أمام غرق قارب على متنه حوالي 700 من المهاجرين غير الشرعيين، فيما وصف بـ"أكبر فاجعة تشهدها المنطقة".
وقال توسك نفسه عبر موقع تويتر إنه يتحدث مع زعماء الاتحاد الأوروبي والمفوضية الأوروبية بشأن "كيفية تخفيف حدة الوضع" بعد غرق سفينة صيد أثناء الليل قبالة ساحل ليبيا كان على متنها مهاجرون غير شرعيين، وغرق ما يصل إلى700 مهاجر.
وقال المتحدث إن توسك، رئيس الوزراء البولندي السابق الذي يرأس الآن مجلس زعماء الاتحاد الأوروبي، سيتخذ بعد المشاورات قرارا بشأن احتمال عقد قمة استثنائية.
كان المركب تعرض للغرق وعلى متنه حوالي 700 مهاجر في منطقة قناة صقلية، الواقعة بين إيطاليا وليبيا في البحر المتوسط، وقال مسؤولو خفر السواحل الإيطالية، إن المركب غرق الليلة الماضية قبالة السواحل الليبية، وتمكنت إحدى السفن التجارية من إنقاذ 28 شخصاً، فيما تم انتشال جثث 21 شخصاً.
وفيما تستمر عمليات البحث عن ناجين من الكارثة بدعم جوي، يعتقد مسؤولون أن قرابة 700 مهاجر لقوا مصرعهم في الحادث. وفي سياق متصل، قال رئيس الوزراء الإيطالي، ماتيو رينزي، إن عدد الجثث التي انتشلت من المركب الذي غرق الليلة الماضية في البحر المتوسط، وعلى متنه حوالي 700 مهاجر غير شرعي، وصل إلى 28 جثة، مضيفاً أنه من المتوقع انتشال المزيد من الجثث.
وقد تباينت المعلومات بشأن الحادث، حيث أشار المتحدث باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين في روما، فيديريكو فوسي، في تصريحات إعلامية، إلى وجود معلومات مختلفة حول الحادث، قائلًا: إن خفر السواحل الإيطالي أبلغه أن 700 شخص قد يكونوا في عداد الموتى أو المفقودين، وأن لديهم معلومات غير مؤكدة بإنقاذ 22 شخصاً، في حين أعلنت وكالة "فرونتيكس"، المعنية بحماية حدود دول الاتحاد الأوروبي، أنه تم إنقاذ 49 شخصاً، وأشارت بعض الصحف إلى أن عدد من تم إنقاذهم بلغ 28 شخصاً فقط.
ووصفت، إحدى المتحدثات باسم مفوضية الأمم المتحدة للاجئين، كارلوتا سامي، الحادث بالمذبحة، قائلة إنه في حال وصول عدد القتلى إلى 700 ستكون تلك أكبر فاجعة تشهدها المنطقة، وأشارت سامي إلى مصرع 1500 شخص في نفس المنطقة، خلال آخر ثلاثة أشهر ونصف.
وشددت سامي على ضرورة ألا تقف أوروبا مكتوفة الأيدي أمام ما يحدث، مضيفة أن ذلك الحادث لا يتعلق بإيطاليا فقط، وإنما بتركيا واليونان أيضاً.
وأعرب بابا الفاتيكان فرانسيس، في حديثه من نافذة مكتبه أمام حشد من المتجمعين في ساحة القديس بطرس، عن حزنه العميق على الضحايا، داعياً المجتمع الدولي للتحرك بشكل حازم، من أجل الحيلولة دون تكرار مثل تلك الحوادث في المستقبل.
ومن جانبه، توقع مدير "مركز الجنوب" لحقوق الإنسان، وجدي عبدالعزيز، في تصريح لـ"سبوتنيك" من القاهرة، تكرار مأساة موت المهاجرين، رغم مطالبة بابا الفاتيكان ومسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي بحماية الأرواح، التي تغرق يوميا في البحر.
وقال الحقوقي إن "الدول المتقدمة لا تهدف إلى حماية الأرواح بقدر رغبتها في حماية شواطئها، وتشديد اجراءات الدخول القانوني لأوروبا، وسيظل الباحثون عن حياة أفضل في ركوب قوارب الموت، مطالبا، في المقابل، حكومات الدول المصدرة للمهاجرين غير الشرعيين "الالتزام بتوفير فرص عمل جيد للشباب ، وسد احتياجاتهم الأساسية".
ودعا إلى ضرورة أن تعمل تلك الدول على فتح مجالات الهجرة الرسمية للشباب المؤهل للتعامل مع السوق الأجنبي، وعقد اتفاقيات ثنائية مع الدول الأوروبية تتيح للعمالة في دول الجنوب العمل بالخارج، خاصة أن إيطاليا وألمانيا وفرنسا كلها دول تفتقر إلى الأيدي العاملة الشابة.
قدرت منظمة العمل الدولية عام 2014، عدد المهاجرين من بلدانهم بحثا عن حياة أفضل في أماكن أخرى بحوالي 180 مليون شخص، ومن بين هذا العدد وصلت نسبة المهاجرين بشكل غير شرعي إلى نحو 13 في المائة.