إعداد وتقديم نواف إبراهيم
في حلقة اليوم نلقي الضوء على المحاور الأساسية التي جاءت في حوار الرئيس السوري بشار الأسد مع فرانس2 ونحاول من خلال معطيات الحوار وطريقة الأسئلة والأجوبة أن نتفهم بعض أراء المحللين الذين تحدثوا بإسهاب عن هذه المقابلة والتي وصفها البعض بأنها مقابلة موجهة لجس النبض وأن الرئيس الأسد أجاب على كل الأسئلة الاستفزازية بشكل واضح ومريح ولم يظهر عليه أي من الامتعاض أو الإحراج بل ظهر قوياً ومتماسكاً وواثقا من نفسه.
قال السيد الرئيس ، بشار الأسد، الاثنين، إن بلاده لن تعود كما كانت، وأنه لا بدّ من الاستفادة مما حدث، وحمّل جهات ودول عدة مسؤولية الإرهاب في بلاده، مؤكدًا استعداده للتخلي عن السلطة إذا كان هو سبب الصراع في بلده.
قال الرئيس ردًاعلى سؤال حول مسؤوليته عن ظهور تنظيم داعش الإرهابي: "إن تنظيم داعش تأسّس في العراق عام 2006 بإشراف الأميركيين، أنا لست في العراق ولم أكن أبدا في العراق، ولم أكن أتحكم بالعراق، الأمريكيون هم الذين كانوا يسيطرون على العراق وداعش أتى من العراق إلى سورية، لأن الفوضى معدية، عندما تكون هناك فوضى في جوارك.. عليك أن تتوقع انتقالها إلى منطقتك".
ونفى الرئيس بشار الأسد أن يكون الجيش السوري يستخدم ما يطلق عليه البراميل المتفجرة، قائلا إن الجيش لا يستخدم أسلحة لا يمكن توجيهها إلى أهدافها، كما نفى استخدام الأسلحة الكيميائية، أو غاز الكلور الذي قيل إنه تم استخدامه في إدلب الشهر الماضي، مشيرًا إلى أن معمل الكلور الأهم في سوريا "يقع في شمال سورية على الحدود التركية وتحت سيطرة الإرهابيين منذ سنتين… وهو المعمل الأكثر أهمية من المعمل الأول".
واتهم الرئيس التحالف الدولي بأنه غير جاد في محاربة الإرهاب وقال " نحن البلد الصغير.. ستجد أن ما نقوم به في يوم واحد يبلغ أحيانا عشرة أضعاف ما يقوم به التحالف. هل هذا جدي، استغرقوا 4 أشهر لتحرير ما يسمونه في وسائل إعلامهم مدينة كوباني.. على الحدود التركية رغم وجود مقاتلين سوريين على الأرض. إذا فهم غير جادين حتى الآن.
وقال الرئيس إن الدليل الآخر على عدم جدية التحالف هو أن "داعش توسع في سورية.. والعراق.. وليبيا..وفي المنطقة بشكل عام، وعليه كيف تستطيع القول إن التحالف كان فعالاً إنهم ليسوا جادين، ولذلك فهم لا يساعدون أحدا في هذه المنطقة، مضيفًا بأن سوريا مستعدة للحوار مع أي طرف إذا أقنعنا بأنه لا يدعم الإرهاب.
واستنكر الموقف الفرنسي من دعم المعارضة السورية بالقول "هل من الديمقراطية إرسال السلاح للإرهابيين ودعمهم، هل من حقي دعم الإرهابيين الذين هاجموا شارلي ايبدو أو شيء مشابه.
وردًا على سؤال حول ما إذا كان يعتقد أنه سيكسب الحرب وأن كل شيء سيعود إلى ما كان عليه من قبل، أوضح السيد الرئيس في المقابله أنه "لا شيء سيعود إلى ما كان عليه.. لأن إعادة الأمور إلى ما كانت عليه تعني أننا لا نتطور وأننا لم نتعلم من الصراع.. لقد انطوى هذا الصراع على العديد من الدروس. علينا التعلم من هذه الدروس.. وعلينا أن نجعل الأمور أفضل.. وليس كما كانت عليه.. وفي هذا فرق كبير".
وحول سؤال عن مدى وجود الديمقراطية في سوريا أجاب بالنفي "لا.. كنا على طريق الديمقراطية.. فهي سيرورة ومسار طويل. ليس هناك نقطة معينة تصلها وتقول هذه هي الديمقراطية. إذا أردت أن تقارننا بالغرب.. مثل فرنسا وبلدان أخرى.. أقول لا.. فأنتم متقدمون كثيرا عنا بالتأكيد بسبب تاريخكم وبسبب العديد من الظروف والعوامل الأخرى. لكن إذا أردت أن تقارننا بأقرب أصدقائكم السعودية.. فإننا بالطبع ديمقراطيون. إذا.. الأمر يعتمد على مع من تقارننا.
واختتم الرئيس بشار الأسد تصريحاته بالقول: "مستعد للتخلي عن السلطة إذا اقتنعت بأن ذلك سيؤدي إلى السلام في سوريا.. إذا كان الأمر كذلك سأفعل ذلك دون تردد.. وسأترك السلطة. إذا كنت سبب الصراع في بلدي.. لا ينبغي أن أكون هنا، هذا بديهي".
ضيف حلقة اليوم الباحث السياسي والاجتماعي الدكتور طالب إبراهيم
نستمع وإياكم إلى حورانا معه بهذا الخصوص: