وبيّن الهاشمي أن تنظيم "داعش" الذي يسيطر على أجزاء واسعة من شمال العراق وغربه، شرع في إعادة ترتيب المناصب في الهياكل التنظيمية الخاصة به داخل الأراضي العراقية والسورية، بالاعتماد على إجراءات تعيين تمت حديثاً، منها تعيين أبو علاء العفري نائب أبو بكر البغدادي خليفة التنظيم.
وتبرهن التغييرات التي طرأت على صفوف تنظيم "داعش"، على عدم استقراره، تحديداً في "مجلس الإمارة" و"مجلس الحل والعقد"، و"المجلس العسكري"، وهذا راجع إلى مقتل 18 قائداً بارزا ًمن التنظيم، من أصل 43 من قيادات الصف الأول، منذ يونيو/ حزيران 2014، وحتى أبريل/ نيسان العام الجاري.
وألمح الهاشمي إلى أن موجة خلافات مقبلة داخل تنظيم "داعش"، ومؤشرات على تغيير سلوك رجال التحقيقات والحسبة في المناطق التي يسيطر عليها التنظيم.
وحدد الهاشمي مكمن الخلل الحاصل داخل تنظيم "داعش" في "مجلس الإمارة" حول التحقق من سلامة البغدادي، زعيم التنظيم، الذي عين نفسه خليفة للمسلمين.
ويقول الباحث العراقي في شؤون الجماعات المسلحة إن ذلك دليل على أن تنظيم "داعش" في طريقه للانقسام على نفسه، مشيراً إلى أن الهيئات الشرعية الدينية الخاصة بالتنظيم أكثر انقساماً حالياً من أي وقت مضى، خاصة أن هناك أنباء عن انشقاق أبو عبدالرحمن الطالباني الذي نال شهرة باسم "أبو عبد الله كاكا"، وأيضاً غياب المشرف على ملف الإعلام في فرع العراق المدعو "دكتور وائل".
واختتم الهاشمي، قائلا إن التغييرات التي تعصف في هيكل تنظيم "داعش" أبعدت كل من لديه ميول للصلح مع تنظيم "القاعدة" والعودة إلى التنسيق مع "جبهة النصرة"، و"أحرار الشام"، و"جند الأقصى"، و"جيش الإسلام"، وسوف تغيّر من منهجية التنظيم واستراتيجياته في المنطقة، وتدل على زيادة "عرقنة" قيادات التنظيم وإبعاد العناصر العربية والأجنبية عن المناصب المهمة، خاصة العسكرية والإدارية والمالية.
وتسبب تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يريق الدماء في كل المناطق التي تقع تحت سيطرته داخل العراق، في نزوح أكثر من ثلاثة ملايين، منذ هيمنته على المناطق المحاذية لسورية، شمالاً وغرباً، بالإضافة إلى تدمير التراث الإنساني والحضاري العراقي، ونهبه للنفط والممتلكات والآثار، وترويع الأقليات.