وأفاد مدير العلاقات العامة والدولية للمؤسسة، يونس الناصر، في تصريح خاص لـ"سبوتنيك"، الجمعة، أن المحور الذي سيسير عليه القطار العائد من الزمن الجميل، ممتد من فوج الإطفاء بالقرب من ساحة الأمويين وحتى محطة دمر والهامة، ويبلغ طوله نحو 4 كيلومترات، وتحتاج الرحلة الواحدة إلى نصف ساعة لتصل إلى نهاية المسار، وبتكلفة رمزية 50 ليرة سورية (بما يقل عن ربع دولار أميركي)، علماً أنه يكلف أكثر من ذلك، إلا أن المؤسسة تصر على إعادة تسيير الرحلات بأسعار رمزية، مؤكداً أن محور القطار آمن بفضل جهود الجيش العربي السوري. (الدولار يساوي 218.3 ليرة سورية)
وأوضح مدير العلاقات العامة أنه تم تخصيص يومي الجمعة والسبت للنزهة والترفيه، بينما بقية أيام الأسبوع لخدمة ونقل المواطنين وطلبة المدارس والجامعات القاطنين على محور القطار، حيث تم اختبار القطار مرات عدة، وكانت فرحة الناس الموجودين في المطاعم كبيرة بعودة الصافرة التي مازال صوتها عالقاً في ذاكرة أهالي دمشق، علماً أن الافتتاح تم تحديده في يوم العمال العالمي 1/ 5/ 2015، لأن عمال سورية مصرون على متابعة مسيرة البناء.
وأشار الناصر إلى أن خط النزهة تم إيقافه مع بداية الأحداث حرصاً على سلامة المواطنين، حيث قام مسلحون في 2012 بالدخول إلى محطة القدم وتخريب جميع القطارات، وبعد عودة الأمان وسيطرة الجيش العربي السوري على محطة القدم تم إخراج بعض المعدات والآليات من المحطة تحت قنص المسلحين إلى الربوة "بجانب ساحة الأمويين"، وأجريت الصيانة اللازمة للعربات وتم تأهيل الخط والقاطرة.
القطار البخاري الحجازي يعمل على المازوت، وكان "خط النزهة" ينطلق في السابق من محطة الحجاز ويعبر الغوطة الغربية أمام المنتزهات والمطاعم، ليمر إلى جانب نهر بردى وصولاً إلى الزبداني والفيجة وسرغايا والحدود اللبنانية.
كان القطار يصل إلى بيروت عن طريق ضهر البيدر، ويتذكر جميع الأهالي صوت الصافرة البخارية، التي كان نفيرها يتردد عاليا بين المنتزهات، وكان يعتبر بالنسبة لأهالي دمشق كرنفالاً في أيام العطل.
ولفت المسؤول إلى أن إعادة تأهيل القطارات تمت بخبرات محلية وجهد من قبل المؤسسة، علماً أن التخريب الذي ارتكبه الإرهابيون في الخط نفسه، تسبب في تكبيد المؤسسة خسائر كبيرة بلغت نحو مليار ليرة سورية (بما يعادل 4.6 ملايين دولار أمريكي).
من جانبه، أوضح مدير التسويق والترويج في وزارة السياحة، بسام بارسيك في تصريح خاص لوكالة "سبوتنيك" الروسية، أن وزارة السياحة كان لها دور فعال في إحياء مشروع القطار مجددا بهدف إقامة الفعاليات الترفيهية والثقافية والفنية في "حدائق دمر" لاستقطاب المواطنين والشباب والأطفال لممارسة الأنشطة الثقافية، وذلك من خلال إعادة تسيير الرحلات إلى مناطق الاصطياف.
ويشير بارسيك إلى أن تشغيل "خط النزهة"، الذي يعود انطلاقته إلى عام 1913، يستهدف تطوير السياحة الشعبية وتنشيطها وإعادة الذكريات الجميلة للمواطنين، مؤكدا إمكان التوسع في مثل هذه الفعاليات مستقبلاً.