وجه الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الكلمة التالية بمناسبة الذكرى الـ70 للانتصار على الفاشية خلال الحرب الوطنية العظمى (1941 — 1945):
أيها المواطون المحترمون!
أيها المقاتلون القدامى!
أيها الضيوف المحترمون!
أيها الرفاق منسوبو القوات المسلحة!
أهنئكم بالذكرى السبعين للنصر في الحرب الوطنية العظمى!
إننا إذ نحتفل اليوم بهذه الذكرى المجيدة المقدسة، نتذكر عظمة الانتصار على النازية، ونفتخر بأن آباءنا وأجدادنا تمكنوا من دحر وسحق هذه القوة الشريرة الظالمة.
إن مغامرة هتلر قدمت درسا قاسيا إلى المجتمع الدولي. ولم تدرك أوروبا المستنيرة على الفور في ثلاثينيات القرن الماضي أن الأيديولوجيا النازية تحمل في طياتها خطراً مميتاً.
والآن، وبعدما انقضت 70 عاما، يناشدنا التاريخ مجدداً التعقل والتيقظ. وعلينا ألا ننسى أن فكرة التفوق والتفرد العرقي أدت إلى اندلاع الحرب الأكثر دموية التي انجرّ إليها حوالي 80 في المائة من سكان الأرض، وتم خلالها استعباد واحتلال العديد من الدول الأوروبية.
وتلقى الاتحاد السوفيتي أقسى ضربات العدو وتصدى لها. وحشد النازيون نخبة قواتهم هنا. ودارت هنا أهم معارك الحرب العالمية الثانية.
وكان منطقياً أن يضع الجيش الأحمر نهاية للحرب مع ألمانيا بقيادة هتلر من خلال الانتصار على قواتها في العاصمة برلين.
لقد تضافرت جهود شعبنا المتعدد الأقوام في سبيل النضال من أجل حرية الوطن، وتحمُّل أعباء الحرب، وإنقاذ الوطن، وحسم الحرب العالمية الثانية، وتحرير شعوب أوروبا من النازيين.
علينا أن نقدر بسالة وشجاعة وأمانة المقاتلين الذين اشتركوا في الحرب الوطنية العظمى حق قدرها.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
إن الانتصار العظيم سيبقى قمة تاريخ بلادنا البطولي إلى الأبد. إلا أننا يجب أن نحفظ ذكرى حلفائنا أيضا.
ونشكر شعوب بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية على إسهامها في الانتصار العظيم، ونشكر مناهضي الفاشية الذين قاوموا النظام الفاشي في مختلف البلدان بما فيها ألمانيا ذاتها.
إننا نحفظ ذكرى التقاء الحلفاء على ضفاف نهر الألب، حيث أبدوا من الثقة والوحدة ما أصبح إرثنا المشترك، وقدموا النموذج الأمثل لرص صف الشعوب من أجل السلام والاستقرار.
وشكلت هذه القيم حجر الأساس للنظام العالمي في فترة ما بعد الحرب عندما أنشئت منظمة الأمم المتحدة ونظام الشرعية الدولية. وأثبتت هذه المؤسسات فعاليتها لحل المنازعات والنزاعات.
إلا أن العقود القليلة الماضية شهدت تجاهلاً لمبادئ التعاون الدولي التي تبلورت خلال الحرب التي عانى منها البشرية.
ورأينا محاولات لانشاء نظام عالمي أحادي القطبية، ونرى كيف أن رحى فكر المحاور تدور أكثر فأكثر. ويزعزع كل ذلك استقرار تطوُّر العالم.
ويجب أن يكون إنشاء النظام الذي يوفر الأمن للدول كافة على نحو سواء بدون تشكيل أي محاور، ويتناسب مع تحديات عصرنا الحديث يجب أن يكون هذا مهمتنا المشتركة المطلوب إنجازها لكي نضمن السلام والهدوء في كوكبنا.
أيها الأصدقاء الأعزاء!
نرحب اليوم بكل ضيوفنا الأجانب ونعبر عن امتناننا لممثلي البلدان التي حاربت النازية والعسكرية اليابانية.
وتضم قافلة العيد التي ستسير في الساحة الحمراء ممثلي عشر دول أخرى بالإضافة إلى عسكريي روسيا، وهم ممثلو أذربيجان وأرمينيا وبيلاروسيا وقرغيزيا وكازاخستان وطاجيكستان الذين وقف أجدادهم وآباء أجدادهم يدا واحدة في صد العدوان.
كما تضم القافلة ممثلي الصين التي فقدت ملايين أبنائها في تلك الحرب مثلها في ذلك مثل الاتحاد السوفيتي، والتي شكلتفيها الجبهة الرئيسية لقتال العسكرية في آسيا.
كما قاتل المقاتلون الهنود النازيين ببسالة.
وقاوم الصرب الفاشست بعزيمة لا تلين.
وساندت منغوليا بلادنا طيلة الحرب.
واليوم يسير أحفاد هؤلاء وأبناء الأحفاد في موكب العيد. إن عيد النصر عيدنا المشترك. وذلك لأن الحرب الوطنية العظمى هي الحرب من أجل مستقبل البشرية جمعاء.
إن آباءنا وأجدادها عانوا الامرين، وسخروا كل إمكانياتهم وحياتهم للذود عن حياض الوطن.
نحني رؤوسنا أمام الذين دافعوا عن كل شارع وكل بيت وجميع بقاع الوطن دفاع المستميت، ولقوا مصرعهم خلال معارك موسكو وستالينغراد وكورسك ودنيبر، وماتوا من الجوع والبرد في لينينغراد التي لم يتمكن الغزاة من قهرها، وتعرضوا للتعذيب في المعتقلات وفي الأراضي المحتلة.
نحني رؤوسنا تكريما للذكرى العطرة للأبناء والبنات والآباء والأمهمات والأجداد والأزواج والزوجات والاخوة والأخوات والرفاق في جبهة القتال، والأقارب والأصدقاء الذين لم يعودوا من الحرب والذين كانوا قد رحلوا.
فلنقف دقيقة صمت.
وبعد دقيقة الصمت ختم بوتين كلمته مخاطبا المقاتلين القدامى:
أيها المقاتلون القدامى!
إنكم أبطال يوم النصر العظيم. إن مآثركم ضمنت الحياة السلمية اللائقة للأجيال الكثيرة، ومكّنتهم من القيام بالعمل الخلاق البناء، ومواصلة مسيرتهم.
ويحافظ أبناؤكم وأحفادكم وأبناء الأحفاد اليوم على مجد النصر الذي أحرزتموه، ويعملون من أجل حاضر ومستقبل بلادهم، ويخدمون الوطن بأمانة، ويتصدون لتحديات العصر الحديث، ويضمنون التطور الناجح لوطننا روسيا، والمحافظة على قدراته.
المجد للشعب الفائز!
تحياتي لكم بمناسبة عيد النصر.