وأوضح الشرشاب أن حكومته لا تمتلك أرقاماً موثقة عن حجم الدمار في المواقع الأثرية الواقعة تحت سيطرة الجماعات المسلحة سوى ما نشر بالتلفزيون، ولكنها تعتقد أن "كل المناطق التي تقع تحت سيطرة داعش نهبت وسرقت بأكثر مما شاهدنا في اللقطات التي نشرها المتطرفون"، مشيراً إلى تدمير متحف المدينة، وعدد من المواقع الأثرية مثل نمرود والحضر. وأكد الوزير العراقي، في تصريحات إعلامية على هامش مؤتمر "الممتلكات الثقافية تحت التهديد" الذي تستضيفه القاهرة الأربعاء والخميس، أن بلاده ستبذل جهداً كبيراً مع الشركاء المحليين والدوليين، لحظر الأضرار التي طالت المواقع الأثرية عن طريق التصوير الجوي، محذراً من أنه ما لم يتم هزيمة هذه المجموعات سينتشر التهديد، ويطال كافة دول المنطقة.
وقالت لير إن ترميم الدمار الهائل الذي لحق بالآثار في سوريا والعراق سيحتاج إلى مليارات من الدولارات وسنوات طويلة، ما يزيد من أهمية المؤتمر المنعقد على مدى هذين اليومين في القاهرة، لأن الأفضل أن "تواجه دول المنطقة المشكلة كمجموعة بدلاً من أن تواجهها كل دولة على حدى".
واعتبرت لير أن المتطرفين يقومون بنشر لقطات مصورة لتدمير وتخريب بعض الآثار لإخافة الناس، بينما يقومون، في الوقت نفسه، بسرقة وبيع قطع أثرية لتمويل أنشطتهم، وأشارت إلى تفشي تلك الظاهرة في كل الدول التي تشهد وجوداً للجماعات المتطرفة، مثل ليبيا واليمن ومالي، إلى جانب سوريا والعراق.
وبدأت صباح الأربعاء في القاهرة فعاليات مؤتمر "الممتلكات الثقافية تحت التهديد"، الذي يستمر حتى يوم غد الخميس، لبحث تفشي ظاهرة سرقة وتخريب الآثار على يد الجماعات المتطرفة في عدد من دول المنطقة.
ويشارك في المؤتمر وزراء الآثار من 10 دول عربية منها السعودية، ولبنان، والعراق، وليبيا، والأردن وغيرها. ويشارك أيضاً ممثلون عن عدد من المنظمات الدولية المعنية بحماية الآثار وعلى رأسها منظمة اليونيسكو التابعة للأمم المتحدة، بوفد تترأسه المدير العام للمنظمة، إيرينا بوكوفا، التي اعتبرت المؤتمر "استجابة مباشرة لقرار مجلس الأمن الصادر في فبراير/ شباط الماضي بشأن حماية الآثار والتراث الإنساني" مؤكدةً استعداد المنظمة للقيام بمسؤولياتها كاملة من أجل حماية الآثار في الشرق الأوسط.