وتواترت أنباء في الأيام القليلة الماضية عن اقتراب "داعش" إلى مسافة "كيلومترين" من مدينة تدمر الأثرية في حمص، ما يعيد إلى الأذهان مشاهد تحطيم عناصر التنظيم لآثار منطقتي نمرود والحضر في محافظة نينوى بالعراق، وتدمير مسلحي جماعة أنصار الشريعة المتطرفة في ليبيا لعدد من الأضرحة والمساجد الأثرية، في طقس بات متكرراً في معظم المناطق التي يسيطر عليها المسلحون المتطرفون، حيث تعهد أحد عناصر "داعش" خلال فيديو تحطيم آثار نمرود بـ"إزالة معالم الشرك من كل بقعة أرض يتمكنون منها".
وكانت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلوم والثقافة (اليونيسكو) أدرجت كافة المواقع الأثرية السورية المسجلة في قائمة التراث العالمي، وعددها 6 مواقع بما فيها مدينة تدمر، في قائمة الأماكن المهددة عام 2013، مع ازدياد مخاطر الحرب.
وأضافت اليونيسكو "تدمر" إلى قائمة التراث العالمي عام 1980، لكونها من أقدم المدن التاريخية ولاحتوائها على عدد كبير من الآثار، منها "الشارع المستقيم" الذي يمتد على جانبيه (1100 متر) أعمدة شاهقة، ومعبد "بل" الذي يعود إلى عام 32 م.، وقوس النصر والمسرح والمدرج والساحة العامة، بالإضافة لمتحفي تدمر، ومتحف التقاليد الشعبية التدمرية.
وكانت تدمر (بالميرا باللاتينية) عاصمة لمملكة حملت نفس الاسم، واعتبرت من أهم الممالك في تاريخ سوريا، التي ازدهرت حتى نافست الامبراطورية الرومانية ذاتها. وهي تبعد عن العاصمة السورية دمشق مسافة 215 كيلومتر شمالاً، وحوالي 160 كيلومتر عن مدينة حمص، وتقع بين نهر الفرات والبحر الأبيض المتوسط.
كانت تدمر استراحة رئيسية للقوافل التجارية المسافرة بين بلاد فارس، والهند والصين شرقاً والامبراطورية الرومانية غرباً، ما جعلها إحدى أهم المدن آنذاك، وما انعكس بوضوح على معمار المدينة التي اكتشفت في القرن الـ17 الميلادي.
واكتشف الأثريون أدلة على وجود استقرار إنساني في منطقة تدمر تعود إلى عصور ما قبل التاريخ، وتحديداً إلى العصرين الحجري القديم والحديث.