وأصبح السوفييت والروس أول من أطلق قمر صناعي في عام 1957، وكان رائد الفضاء السوفيتي يوري جاجارين أول إنسان يذهب إلى الفضاء حيث تم إطلاقه على متن المركبة الفضائية "فوستيك 1"، ومثلما بادر السوفييت والروس بالسبق في تلك المجالات، فقد تمكنوا من تهيئة أعداد كبيرة من العلماء والخبراء العاملين في مجالات الفضاء وفروعه ذوي الخبرات المشهود لها عالميا.
ويعلق رئيس مجلس بحوث الفضاء المصرية السابق الدكتور، علي صادق، على الإنجازات السوفييتية والروسية في المجالات الفضائية قائلاً، إن روسيا، برصيدها ونتاجها الفضائي الضخم والمتقدم، تحتل الريادة بلا منازع، فعلاوة على أن الاتحاد السوفييتي أول دولة تصل إلى الفضاء وفتحت هذا المجال الجديد أمام البشرية، فإن روسيا كانت أول دولة تمتلك محطة فضائية.
ويقول الدكتور صادق هناك أدلة وفيرة على تطور الأنشطة الفضائية الروسية الموجودة والمعلنة حالياً، فضلا عن أن صواريخ الإطلاق الروسية لا غنى عنها في إطلاق الأقمار الصناعية والمركبات الفضائية.
وأضاف رئيس مجلس بحوث الفضاء المصرية أن مصر من بين الدول التي تستعين بتكنولوجيا الفضاء الروسية، واستخدمت صواريخ إطلاق روسية الصنع، كتلك التي تم إطلاقها من قاعدة "بايكونور" بكازاخستان، وعلى متنها القمران الصناعيان "إيجبت- سات 1" و"إيجبت- سات 2" اللذين ذهبا إلى مدارهما بنجاح ودقة بالغين، وبالتالي فإن التكنولوجيا الروسية في مجال الفضاء متطورة للغاية ومن أكثر التكنولوجيات تقدماً في العالم.
وأكد الدكتور علي صادق أن المنافسة بين وكالة الفضاء الروسية "روسكوموس"، ووكالة الفضاء الأمريكية "ناسا" واضحة للغاية، فكل منهما يمثل المصالح الاستراتيجية سواء لروسيا أو أمريكا، ويحاول كلاهما إثبات أفضل ما لديه من تطوير ومبتكرات لتحقيق النجاحات والاستكشافات، لكن يجب القول إن هذه المنافسة قائمة على تبادل المصالح لأن التعاون بين الوكالتين يحقق المصالح المشتركة علاوة على استفادة علوم الفضاء بوجه عام، وكذلك الدول التي تدخل عصر الفضاء.
ويعتقد رئيس مجلس بحوث الفضاء المصرية أن روسيا من أهم الدول التي يمكن لمصر ان تتعاون معها في مجال الفضاء، بالإضافة إلى العلاقات القوية القائمة حاليا بين موسكو والقاهرة في العديد من المجالات، فمجال الفضاء من المجالات المتوقع له أن يتربع على قمة التعاون المصري الروسي في الفترة القادمة، خصوصا أن روسيا بالتعاون مع مصر قامت بتصنيع وإطلاق القمر الصناعي "إيجبت — سات 2"، ومصر تتطلع إلى التعاون في الفترة القادمة مع روسيا في مجالات تصنيع ونقل تكنولوجيا الأقمار الصناعية والفضاء.
خلال الحقبة السوفييتة لم يكن هناك وكالة مركزية للفضاء وبدلاً من ذلك كانت هناك مكاتب تصميم فضائية قوية جداً ومنتشرة في أرجاء الاتحاد السوفييتي، غير أنه في عام 1992، تأسست "وكالة الفضاء الروسية"، التي يقع مقرها الرئيسي في موسكو، وتستهدف تطوير صناعة فضائية متكاملة ومتطورة تتضمن منظومات فضائية وتكنولوجيات عالية الجودة والتقنية وإطلاق الصواريخ والأقمار الصناعية في الفضاء الخارجي، واستشكاف الجيولوجيا الجغرافية الروسية.