وفجر الانتحاري نفسه في مسجد الإمام علي بقرية القديح الواقعة في المنطقة الشرقية بالسعودية، أثناء صلاة الجمعة، ما أسفر عن سقوط قتلى وجرحى. ونقلت الإصابات إلى مستشفى مضر ومستشفى القطيف المركزي.
وتقطن المنطقة الشرقية في السعودية غالبية شيعية، تقول تقارير حقوقية دولية إنها تتعرض لتمييز في الخدمات والبنى التحتية والتعيينات والوظائف، لكن السعودية تنفي هذه التقارير.
وشهدت المنطقة الشرقية خلال العقود الماضية احتجاجات اجتماعية وسياسية تواجهها السلطات، ويوجه الاتهام لإيران بتمويلها والتحريض عليها لزعزعة استقرار المملكة.
حالات خطرة
ومن جانبها، كشفت صحيفة "الرياض" السعودية، تفاصيل التفجير الإرهابي الذي استهدف أحد المساجد الشيعية ببلدة القديح بمحافظة القطيف، وقالت إن الأنباء الأولية تشير إلى أن إرهابيا فجر نفسه داخل المسجد أثناء صلاة الجمعة، لافتة إلى أن جثة الإرهابى انشطرت نصفين، وتم انتشالها من الموقع قبل قليل، فيما انتشل بقية الضحايا، ولا يزال الأهالي يتوافدون على الموقع للاطمئنان على ذويهم.
وفي الوقت الذي نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن شهود قولهم، إن عدد الضحايا وصل إلى 30، فإن صحيفة "الرياض" نقلت أرقام وزارة الداخلية، قائلة إن المتوفين بلغ عددهم 20 شخصاً، وعشرات المصابين، حالة بعضهم خطرة للغاية.
شدد مصلون نجوا من الانفجار على أن المسجد كان مكتظاً بسبب صلاة الجمعة، ووقع الانفجار في شكل مفاجئ، وهز المسجد بشكل عنيف، ما يشير إلى وجود كمية كبيرة من المتفجرات وضعها الإرهابى في حزامه الناسف.
وأشارت "الرياض" إلى أن الانتحاري دخل من الباب الذي لم يكن عليه حرس من الأهالي، علما أن المسجد يقع في وسط البلدة، وله بابان رئيسان شمالي وجنوبي، وتسبب الانفجار الهائل الذي سمع في كل بلدة القديح بدمار كبير جدا للمسجد.
وقال أحد المصلين ويدعى جمال جعفر حسن لـ"رويترز" عبر الهاتف من موقع الانفجار "كنا في الركعة الأولى من الصلاة عندما سمعنا الانفجار"، وتم تحويل الإصابات إلى مستشفى مضر ومستشفى القطيف المركزى.
من جانبه، قال المتحدث الأمني لوزارة الداخلية إن الجهات الأمنية باشرت بعد صلاة الجمعة بلاغاً عن وقوع انفجار في أحد المساجد ببلدة القديح بمحافظة القطيف، وسيتم الإعلان لاحقاً عن تفاصيل ونتائج ذلك.
سوق كبير
وباشر محافظ القطيف خالد الصفيان مسحا ميدانيا للعملية الإرهابية، مؤكدا أن التحقيقات الموسعة بدأت، وسيتم التوصل إلى هوية الفاعل، بيد أن التكهنات تستبعد أن يكون باكستانيا، بل تشير إلى أنه سعودي.
وتقع القديح في الركن الشمالي الغربي من مدينة القطيف، وتبعد عنها حوالي ميل واحد تقريباً، في وسط غابة كثيفة من النخيل، يحتضنها من ناحية الغرب كثبان رملية عالية، وتطل شرقاً على جزء من ساحل الخليج.
وتعتبر القديح من أقرب البلدات إلى (القطيف) وتبلغ مساحة القديح الفعلية 50 هكتاراً، أي 500 ألف متر مربع، وتشتهر القديح كبقية بلدات القطيف بنشاطين مهمين هما صيد الأسماك وجمع اللؤلؤ، حيث جعلها سوقاً كبيراً يقدم عليه التجار من البحرين والهند ومناطق أخرى.