وظلت أطلال المبنى المطل على نهر النيل بالقرب من ميدان التحرير في وسط القاهرة، والذي شهد اعتصاماً استمر 18 يوماً حتى تنحي مبارك في 11 فبراير/ شباط 2011، متفحمة لأربع سنوات منذ اقتحامه في 28 يناير/ كانون الثاني، فيما عرف باسم "جمعة الغضب".
وخاض المتظاهرون في هذا اليوم مواجهات كبيرة مع الشرطة في أحياء القاهرة وبقية المدن، وجرت اقتحامات لمقار سجون وأقسام شرطة، وانتهى اليوم بانسحاب كامل لقوات الشرطة إلى مقر وزارة الداخلية ونزول الجيش إلى الشوارع وفرض حظر للتجول.
وفي مساء ذلك اليوم، اقتحم نحو خمسمائة متظاهر مقر الحزب، وتسلقوا نوافذه ثم فتحوا أبوابه، وحطموا محتويات كانت بداخله، وألقوا بمقاعد ومكاتب من النوافذ، قبل أن تشتعل النار بداخله وتأكل جدرانه.
واستمر اشتعال النيران بضع ساعات، فيما كان المتظاهرون يدخلون ميدان التحرير وينظمون سلاسل بشرية لحماية المتحف المصري للآثار، المتاخم لمقر الحزب القديم، من النيران ولصوص الآثار.
وطالب سياسيون لاحقاً بتحويل مقر الحزب إلى متحف للثورة، لكن الحكومة المصرية قررت في أبريل/ نيسان الماضي هدمه وتحويله إلى حديقة عامة.
وقرر القضاء المصري بعد الثورة، في أبريل/ نيسان 2011، حلّ الحزب الوطني، كما حظر اشتغال قياداته بالسياسة غير أن هذا الحكم الأخير ألغي في يوليو/ تموز 2014، وبات مسموحاً لهم ممارسة السياسة.
ونقلت صحيفة "الأهرام" المصرية، المملوكة للدولة، عن نائب محافظ القاهرة للمنطقة الغربية، محمد أيمن عبدالتواب، قوله إن حي غرب القاهرة استخرج رخصة هدم للمقر، الذي تم تسليمه للهيئة الهندسية للقوات المسلحة، موضحا أن لتراخيص الهدم ضوابط، وعلى الحي متابعتها.
ومن المقرر أن تستمر عملية الهدم، التي تجري تنفذها شركة هندسية خاصة تحت إشراف الجيش، ثلاثة أشهر.