في المقابل، يمكنك أن ترى مجموعة أخبار أخرى ستنقل لك وجهة نظر مخالفة تماما عما تنتهجه أمريكا في علاقتها مع العراق. في الواحد والعشرين من مايو/ أيار الماضي، أكد رئيس الوزراء الروسي دميتري مدفيديف لنظيره العراقي حيدر العبادي الذي كان متواجدا في موسكو، استعداد روسيا الاتحادية لتطوير قدرات الجيش والشرطة العراقية، لاقتلاع الإرهاب، وأن روسيا لن تستطيع أن تتخلى عن دعم الشريك العربي القديم. وأخبار كثيرة مثل هذه يمكن أن تطلع عليها من خلال محرك البحث على موقع "سبوتنيك" حول "العراق.وروسيا"
هذا ما أكد عليه المحلل السياسي العراقي نجم القصاب في حديث لـ"سبوتنيك"، حيث يرى ضرورة أن يتجه العراق، إلى من يحترمه ويدعمه، وهما روسيا والصين، وألا يتوجه إلى بلاد تفرض عليه الشروط وتتحكم في أدواته وتسليحه، وأن يذهب إلى الشركاء الحقيقيين الذين أكدوا مرارا على مساندتهم له في اقتلاع تنظيم "داعش" من الأراضي العراقية.
وأوضح القصاب أن ضعف القرار العراقي، والجدل داخل القوى السياسية العراقية، هي الأسباب التي جعلت الولايات المتحدة تفرض شروطاً على حكومة بغداد الذي كان الأجدر بها اللجوء إلى روسيا والصين لتسليح القوات الأمنية، وبالتحديد موسكو التى أبدت استعداداها في مساعدة العراق دون مماطلة.
وأكد القصاب أن الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على فرض سياساتها على بعض السياسيين والقوى في المشهد السياسي العراقي، وتعمل على إبقاء وجود تنظيم "داعش" في العراق لعدة سنوات مقبلة، وإطالة أمد المعارك، لإضعافه والضغط عليه لتقبل قراراتها وتعليماتها.
من جانبه، رجح المحلل السياسي العراقي إحسان الشمري، في حديث لـ"سبوتنيك"، توجه الحكومة العراقية إلى استراتيجية جديدة، بعد تجاهل الولايات المتحدة لحسم الحرب على تنظيم "داعش" في العراق، وهو ما سيجعل العراق بكل تأكيد يتجه إلى موسكو.
وأكد الشمري أن روسيا محل ثقة، وأثبتت ذلك من طبيعة الدعم الذي قدمته لرئيس الحكومة العراقي حيدر العبادي، ولحرب العراق على الإرهاب، وهذا ما يأتي خلافاً للاستراتيجية الأمريكية الطويلة الأمد التي ستكلف البلاد ثمناً باهظاً.
وأشار الشمري إلى أن المماطلة الأمريكية ظهرت وكانت واضحة منذ فترة طويلة وتجلت عند اللحظة الأولى لتشكيل التحالف الدولي ضد الإرهاب، عندما أعلنت الولايات المتحدة التي تزعمت التحالف، أن الحرب على "داعش" ستكون طويلة، ما يعطي إشارة إلى أن كل محاولات العبادي، الذي يصارع لتحرير العراق ونهاية وجود "داعش"، تختلف مع وجهات النظر والاستراتيجية الأمريكية.
ويرى الشمري أن العراق كان يعوّل كثيرا على الولايات المتحدة والتحالف الدولي، في القضاء على الإرهاب، مشيرا إلى أنه ينبغي على رئيس الوزراء، العبادي أن يجد خيارات جديدة تحسم الحرب في وقت قصير، لدرء المخاطر السلبية الكثيرة التي تدفع بالبلاد إلى انزلاق اقتصادي وأمني واجتماعي.
وأكد الشمري أن "الكرة الآن داخل ملعب الحكومة العراقية، إما المضي باستراتيجية غير مكتملة، وإما التوجه إلى استراتيجية جديدة تعتمد على شراكة حقيقية مع شركاء ملتزمين، وفي مقدمتهم روسيا".