وعندما سأل سكان العراق عن حياتهم في ظل داعش قالوا إنهم يعيشون في خوف من التعرض للعقاب وفقاً لتفسير الجماعة المتطرف وفهمها المشوه للشريعة الإسلامية.
كما تحدثوا عن استعدادات يقوم بها تنظيم داعش في العراق تحسباً لهجوم القوات الحكومية.
وجبرت سيطرة داعش الكثير من سكان العراق على النزوح واللجوء إلى مدن ودول أخرى.
فقد أجبرت داعش النساء على لبس النقاب وتغطية مجمل أجسامهن وحتى الكف والأصابع.
وتقول واحدة منهن: "إن تنظيم الدولة متزمت بشأن لباس النساء، إذ يجب أن تغطي المرأة كامل جسدها من الرأس إلى اخمص القدم بالسواد. وكذلك داعش تقوم بجلد الرجال، اللذين يسمحون لزوجاتهم بالخروج من دون نقاب.
ويتحدث السكان عن العقوبات القاسية التي يواجهها أي شخص يخالف تفسير التكفيريين المشوه للشريعة الإسلامية، الذي فرضوه في عموم ما أطلقوا عليها "دولة الخلافة" بعد سيطرتهم على الموصل.
يقول واحدا منهم: "منذ سيطرة تنظيم "داعش" على المدينة، وهو يطبق " شرائع الخلافة" كما يسمونها. والجلد هو أقل العقوبات فيها، ويطبق على أشياء بسيطة مثل تدخين السجائر.
ويعاقب السارق بقطع اليد، ويعاقب الزاني من الرجال برميه من بناية مرتفعة، أما النساء فعقوبتهن الرجم حتى الموت. وتنفذ العقوبات في العلن أمام الجمهور لإرهاب الناس، الذين يجبرون على المشاهدة.
وقد شح الوقود وتصاعد التلوث، وأوقفت الإنشاءات وأغلقت المدارس في كثير من المدن.
يقول أخر: "لقد تغيرت الحياة اليومية بطريقة يصعب وصفها. ولم يعد للأشخاص الذين كانوا في الجيش أو يعملون بأجر يومي أي دخل يعيلهم لأنه لم تعد هناك أي أعمال. ويعتمد الأغنياء على مدخراتهم. ويدبر من يتلقون رواتب أمورهم بالكاد. أما الفقراء فتركوا لرحمة الله".
وأضاف "فقدت عملي وأجبرت على ترك دراستي، ومثل كل شخص هنا حرمت من حقوقي الأساسية. فكل شي في عرف "داعش" حرام، لذا انتهيت إلى أن أجلس في البيت طوال الوقت. حتى النشاطات الترفيهية البسيطة مثل السفرات، منعت الآن في الموصل، بذريعة إنها مضيعة للوقت والمال.
ويأخذ تنظيم "داعش" ربع راتب المرء كمساهمة في كلفة إعادة إعمار المدينة. ولا يستطيع الناس أن يقولوا لا لأنهم سيتعرضون لعقوبات قاسية.
واصدرت داعش أوامر إلى أصحاب المتاجر الذين يبيعون ملابس النساء بإحضار الزوجة أو الأخت أو الأم للتعامل مع العميلات للحد من الاختلاط بين الجنسين. كما أمر التنظيم بعدم عرض ملابس النساء في واجهات المتاجر وإزالة تماثيل العرض.
يذكر أن الموصل سقطت في يد داعش في العاشر من يونيو 2014 بعد أربعة أيام فقط من هجوم باغت شنه التنظيم على المدينة وانتهى بانسحاب عناصر الجيش العراقي، خسارة اعترفت بها الحكومة العراقية رسميا حين أكد رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي أن الجيش العراقي خسر 2300 عربة همر عسكرية مصفحة والكثير من الأسلحة والعتاد في الموصل.
وأضاف العبادي أن الكثير من السلاح والعتاد ضاع من يد القوات العراقية من دون تعويض إثر انهيار الموصل مركز محافظة نينوى.
خسارة الموصل دفعت الحكومة العراقية إلى تشكيل لجنة للتحقيق في أسباب سقوط مدينة الموصل بيد تنظيم داعش.