ويرى الباحث في شؤون الإسلام السياسي ماهر فرغلي، في حديث لـ"سبوتنيك" أن ما يحدث في جماعة الإخوان المسلمين، هو رد فعل طبيعي للأزمة والمأزق الذي وضعوا أنفسهم فيه، موضحاً أن الجماعة تواجه أزمة الانقسام وتمر بمحنة شديدة جداً.
وأوضح فرغلي أن الجماعة وصلت إلى الحكم وهي لم تكن مستعدة لإدارة البلاد في المرحلة الفارقة من تاريخ مصر، كما انها فشلت في احتواء كافة طوائف المجتمع المصري خاصة المعارضين لها من أحزاب، فضلا عن تحالفها مع كافة تيارات الإسلام السياسي والجماعات التكفيرية المسلحة، الأمر الذي وضعها في مأزق تاريخي مع المجتمع والمحيط الإقليمي والمجتمع الدولي.
كما لفت إلى أن القيادة الشبابية بدأت ترى أن القيادة التاريخية قد أخطأت في إدارة المرحلة حتى وصلت الجماعة إلى ما هي عليه الآن، وبدأت القيادة الجديدة في السيطرة على إدارة الجماعة ولم يعد أمام القيادة القديمة سوى الصمت.
وأشار الخبير إلى أنه ومنذ سقوط حكم الإخوان في 30 يونيو/حزيران 2013 بدأت الخسائر تتوالى على الإخوان حتى دفعت القيادات القديمة إلى مطالبة الجماعة بالسلمية في مواجهة النظام الحالي، وترفض كافة أعمال العنف التي تصدر عن القيادات الجديدة للجماعة.
وأضاف أن الصراع بين الفريقين هو صراع "إداري وليس فكري" موضحاً أن الجماعة تواجه خلافا وانشقاقا حول طريقة إدارة الجماعة وأن هذا الخلاف مرجح بأن يتصاعد وأن يتطور على خلاف فكري، وبالتالي تنقسم الجماعة إلى قسمين، وإما تنجح القيادة التاريخية في السيطرة أو ان تستطيع القيادة الجديدة التحكم في سلوك الجماعة، موضحاً أن مستقبل الجماعة مفتوح على كافة السيناريوهات وأن إطالة أمد الأزمة مع النظام أو فيما بين قياداتها ليس في صالح الجماعة.