غزة- سبوتنيك- هشام محمد
وأكدت حركة "فتح" أن شروط حركة "حماس" التي وصفتها بـ"التعجيزية" تعرقل التوصل إلى اتفاق حول تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية، بينما اعتبرت حركة "حماس" أنه من "البَله أن يعتقد أي طرف أنه لا زال بالإمكان حشر حركة حماس في الزاوية".
مشروع بديل
وقال الناطق باسم حركة "فتح"، أحمد عساف، "منذ اللحظة الأولى التي بدأنا المشاورات لتشكيل الحكومة فؤجئنا بشروط حركة حماس التعجيزية والصعبة، وللأسف كل هذه الشروط تصب في مصلحة حركة حماس ولا علاقة لها بالوحدة الوطنية أو إنهاء الانقسام أو بمشروع التحرير أو إنهاء المعاناة عن سكان غزة".
وأضاف عساف في تصريحات لوكالة "سبوتنيك" الروسية أن من بين شروط حركة "حماس" توظيف 54 ألف "حمساوي"، وإلغاء منظمة التحرير الفلسطينية، وتفعيل المجلس التشريعي قبل تشكيل الحكومة، معتبراً هذه الشروط "محبطة"، وأن مشاورات تشكيل الحكومة التي انطلقت قبل نحو أسبوع صعبة.
وأشار الناطق باسم حركة "فتح"، عساف، إلى أنه "من الواضح أن لدى حركة حماس مشروع آخر بديل ذاهبة باتجاهه وهو فصل غزة لتثبيت حكمها".
وأكد أن اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية ستجتمع مساء الثلاثاء في رام الله برئاسة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لاتخاذ القرار المناسب لما فيه مصلحة الشعب الفلسطيني.
مهلة عباس
كان الرئيس عباس أمهل حركة "حماس" حتى الثلاثاء لتوافق على تشكيل حكومة وحدة وطنية، مؤكداً أنه في حال عدم موافقتها، فإنه سيكتفي بإجراء تعديلٍ وزاري على الحكومة الحالية.
ومن جانبه، أكد قيادي بارز في حركة "حماس" لـ"سبوتنيك" أن حركته حسمت خياراتها، وقررت عدم المشاركة في حكومة الوحدة الوطنية التي دعا إلى تشكيلها الرئيس الفلسطيني محمود عباس بديلاً عن حكومة التوافق الوطني برئاسة رامي الحمد لله.
وأوضح القيادي أن: "أي تعديلات على حكومة الوفاق أو تشكيل حكومة وحدة وطنية جديدة من قبل الرئيس عباس لن تعترف حركة حماس بها".
وأضاف: "في حال أصّر عباس على تشكيل حكومة أو إجراء تعديلات على حكومة الوفاق، فإن حركة "حماس ستدرس جيداً الرد على هذه الخطوة بالطريقة المناسبة".
كانت اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية قررت الأسبوع الماضي تشكيل لجنة من أعضائها للتشاور مع الفصائل، أملاً في التوصل إلى اتفاق يفضي إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية.
الطريق المسدود
ومن جهته، اعتبر الناطق باسم حركة "حماس"، سامي أبو زهري، أن مشاورات تشكيل حكومة وحدة وطنية لم تبدأ بعد، موضحاً أن "كل ما جرى حتى الآن هو بعض الاتصالات التي حاولت حركة فتح من خلالها فرض إملاءاتها انطلاقًا من أوهامها الخاطئة بأنها تملك الشعب الفلسطيني ومن حقها أن تقرر منفردة ما تشاء في الشأن الفلسطيني".
وأضاف أبو زهري في تصريح صحفي "أن حركة فتح هي الخاسر الحقيقي من هذه السياسة العقيمة لأن الشأن الفلسطيني لا يمكن إدارته إلا بالتوافق".
وشدد على أنه "من البله أن يعتقد أي طرف أنه لا زال بالإمكان حشر حركة حماس في الزاوية وممارسة الضغوط عليها"، على حد قول أبو زهري.
وكان عضو اللجنة المركزية لحركة "فتح" ومسؤول ملف المصالحة، عزام الأحمد، قال إن مشاورات تشكيل الحكومة "وصلت إلى طريق مسدود".
وقال الأحمد في تصريح صحفي إن عضو المكتب السياسي لحركة "حماس"، موسى أبو مرزوق، أبلغه في بداية الأمر موافقة "حماس" على تشكيل حكومة وحدة وطنية يقبل بها المجتمع الدولي، وتكون بلا برنامج سياسي"، إلا أنه تراجع عن هذه الموافقة بعد ذلك.
كانت "الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين" و"حركة الجهاد الإسلامي" أعلنتا في وقت سابق عدم رغبتهما في المشاركة في الحكومة.