وكان البنتاغون قد أقر عقيدة عسكرية وطنية جديدة تصف كل من روسيا وإيران وكوريا الشمالية بالخطر الأكبر، بالإضافة إلى الجماعات الإرهابية، مثل "داعش" و"طالبان". وأشار بيكر إلى أن الولايات المتحدة كانت تنفذ عمليات عسكرية في بلدان مختلفة، حتى دون الحصول على موافقة الأمم المتحدة، كما حصل في العراق وليبيا. وانتهكت الولايات المتحدة القانون الدولي مرارا وكانت في الآن ذاته تصف نفسها بالمدافع الرئيسي عنه. وقال المحلل: "ما لم يكن متوقعا في العقيدة العسكرية الجديدة، أنها مقارنة بتقرير عام 2011، حيث بالكاد لم تذكر روسيا، أن العقيدة الحالية تصف روسيا بالعدو الرئيسي وتشير إلى احتمال نشوب حرب مع قوة عظمى (أي روسيا) وخسارة البطولة في سباق التسلح".
ووفقا لأقوال بيكر ففي الواقع ليس هناك أي "خسارة للبطولة"، بل هي إشارة سياسية إلى المجتمع الأمريكي. إذ يشكو الأمريكان من نقص الموارد المالية للانفاق على المستشفيات والمدارس والعديد من البرامج الاجتماعية الحيوية الأخرى، ولكن فجأة يصدر النداء لعدم السماح للخصوم بالتفوق في القدرة العسكرية، الأمر الذي أدى إلى سباق التسلح في الخمسينيات. وقال: "أعتقد أن الولايات المتحدة تظهر نفسها وكأنها المدافع والضحية المحتملة للعدوان، لكنها لن تسمح لنفسها أن تتحول إلى ضحية. ويمكن مقاومة العدوان فقط عن طريق إضافة المزيد من المال في ميزانية الدفاع".
وتدرك الولايات المتحدة أن حلم عالم أحادي القطب أصبح هدفا بعيد المنال وأن روسيا بدأت تقف على قدميها وتدافع عن مصالحها. وترى الولايات المتحدة أن روسيا والصين وإيران وغيرها من البلدان، بما فيها جنوب أفريقيا والبرازيل والهند لا تريد أن تكون ضحية الهيمنة الأمريكية. وتعتبرها بمثابة تهديد لأوهام الهيمنة الأمريكية أحادية القطب بعد انهيار الاتحاد السوفييتي.