وناشد أبو ظريفة مصر أيضا، التي رعت اتفاقية التهدئة والمصالحة بضرورة التدخل العاجل والفوري من أجل إنقاذ ما تبق من قطاع غزة عقب الدمار الذي خلفته الحرب الأخيرة، مؤكدا أن الصورة في غزة مأساوية نتيحة عدم اتخاذ خطوات جادة على الأرض للبدء في عملية الإعمار، مشيرا لوجود العديد من الأسر التي تسكن بعيدا عن منازلها المدمرة، إضافة لتدمير الكثير من المؤسسات الزراعية والاقتصادية التي لم يتم تعويض أصحابها بعد، موضحا أن هذه المؤسسات شاهدة على جرائم إسرائيل التي لم ترفع الحصار ولم تفتح المعابر وتسببت في حالة مأساوية في القطاع.
وشدد على ضرورة ترجمة خطوات عملية ملموسة على الأرض لإعادة إعمار غزة، مؤكدا أن القطاع لم يحصل سوي على 100 مليون دولار التي قدمتها وكالة الأونروا لتوفير مأوى للاجئين الذين دمرتم منازلهم بالكامل، مؤكدا أن الدول المانحة تتلكأ في إعادة الإعمار، ومشيرا لوجود محاولات لمقايضة الإعمار عن طريق المطالبة بسحب سلاح المقاومة، أو بتهدئة طويلة الأمد، موضحا أن تلك الدول تتحجج بعدم وجود حكومة وفاق على المعابر، مطالبا الفلسطينيين بسحب هذه الذرائع حتى يتم فتح الطريق لوصول أموال الإعمار للقطاع.
وأكد أن هناك 3 أطراف تتحمل مسؤولية تأخير الإعمار في قطاع غزة، أولهما الطرف الإسرائيلي الذي يصر على منع إدخال مواد الإعمار، مشيرا إلى أن المجتمع الدولي لم يف بالتزاماته تجاه القطاع، مؤكدا أن الطرف الثاني والثالث في الأزمة هما طرفي الانقسام "حماس وفتح"، فحركة حماس لم تقدم أيا من التسهيلات اللازمة لتشكيل حكومة التوافق الوطني، إضافة أن ضعف أداء الحكومة في الضغط على الدول لكي تضغط على إسرائيل لتفتح المعابر.
وأوضح أبو ظريفة أنه بدون إنهاء الانقسام ستبقي عملية الإعمار في غزة معطلة، مطالبا بضرورة فتح حوار وطني شامل بين كل المكونات السياسية من أجل بناء حكومة وحدة وطنية جديدة، تكون قادرة على القيام بالمهام المطلوبة منها، سواء إعادة الإعمار أو رفع الحصار أو فتح المعابر والتحضير للانتخابات، مؤكدا أنه من دون ذلك لا يمكن تشكيل مرتكز قوي أمام العالم للوفاء بالتزاماتها تجاه إعمار غزة.
وأكد أن نسبة البطالة والجوع والفقر في غزة، تعد الأعلى في العالم خلال عامي 2014 و 2015 نتيجة العدوان والحصار الإسرائيلي المستمر، إضافة لغياب رؤية سياسية واقتصادية للسطلة الفلسطينية تكون قادرة علي معالجة قضايا الناس، مطالبا المجتمع الدولي بأن يكون عادلا في أدوات قياسه تجاه غزة، مشيرا إلى أن إسرائيل اقترفت جرائم حرب في غزة وفرضت عليها حصارا خانقا.