إعداد وتقديم نواف إبراهيم
مع استمرار احتدام الصراعات السياسية القائمة بين الولايات ودول الاتحاد الأوروبي وحلفائهم من بعض دول المنطقة من جهة، وبين روسيا الاتحادية وحلفائها من جهة أخرى نرى أن الأوضاع الميدانية والتصريحات السياسية تتسارع بوتيرة عالية ولكن تختلف من طرف لأخر، فعلى سبيل المثال لا الحصر نرى أن الولايات المتحدة الأمريكية تتخبط بتصريحاتها بخصوص أزمات المنطقة ومواجهة الإرهاب وتحديداً في سورية والعراق، حيث خرج يوم أمس الرئيس الأمريكي باراك أوباما ليقول إن الأوضاع في المنطقة وتحديداً في سورية والعراق صعبة، وأبدع في تقديم طرق جديدة لمواجهة الإرهاب إذ صرح أوباما أن داعش بات يمثل خطراً حقيقياً على العالم وليس فقط على العراق وسورية، وأكد ملمحاً إلى الإنجازات التي حققها التحالف الدولي لمكافحة داعش بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، وأن داعش قد خسر الكثير من المساحات الجغرافية التي كان قد سيطر عليها سابقا في العراق وسورية، ولكن بالمقابل تحدث الرئيس أوباما بلغة حق يراد به باطل ترفضه سورية وحلفائها وعلى رأسهم روسيا وإيران، وهو أن الرئيس أوباما يرى أنه للقضاء على داعش لا بد من توحيد القوى ولم يحدد هذه القوى وأنه لايمكن أن تتم مواجهة داعش بالشكل الصحيح دون مشاركة المجتمع الدولي، ولم يحدد أعضاء هذا المجتمع الدولي الذين تحدث عنهم، وبقيت هذه التصريحات تجاهلاً كبيراً من الجهات المعنية بهذه التصريحات وبالتحديد من روسيا وسورية وإيران، ونرى اليوم أن المتحدث باسم البيت الأبيض جون أرنست يخرج بتصريحات جديدة تدل أكثر وأكثر حسب الخبراء والمتابعين على المراوغة والتخبط الأمريكي حيال ماوصلت إليه الأمور في المنطقة والعالم كنتيجة لسياساتها المدمرة لدول المنطقة حيث أن جون أرنيست صرح أن الولايات المتحدة لم تستطع تدريب سوى 60 مقاتلا سوريا مع العلم أنه تم وضع برنامج سابق لتدريب 1500 مقاتل من أجل مواجهة داعش في سورية كما يقولون.
هنا تطرح الكثير من التساؤلات نفسها حول ماهية السياسة الأمريكية حيال القضايا التي افتعلتها أصلا لتنفيذ أجنداتها في المنطقة وهل وصلت إلى طريق مسدود، ماجعلها تتخبط في تنفيذ هذه السياسة وتصريحاتها غير المفهومة أصلاً ؟
ماهو الدور الذي ستلعبه دول المنطقة بعد فشل كل سيناريوهات الولايات المتحدة لتدمير سورية وإسقاط الدولة تحديداً؟
وكيف يمكن لنا قراءة المرحلة القادمة وهل تتجه الأوضاع نحو التأزم أم التوافق على جميع الملفات خاصة أن الولايات المتحدة الأمريكية على أبواب الانتخابات الرئاسية القادمة ؟
على هذه الأسئلة وغيرها نحاول الإجابة من خلال حوارنا مع ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي العميد الدكتور أمين حطيط