جاء ذلك في رسالة تحية وجهها الرئيس الروسي إلى المشاركين في الاجتماع الدولي الـ14 لرؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الذي افتتح في مدينة ياروسلافل الروسية، اليوم الأربعاء.
ويشارك في هذا اللقاء التقليدي هذه المرة 92 وفدا من 64 بلدا، إلى جانب وفود من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي. ويحضر الاجتماع على وجه الخصوص ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والمركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وعن الأجهزة الأمنية الخاصة في ألمانيا وفرنسا والصين والهند وإسرائيل والسعودية.
ويبحث اللقاء كيفية التصدي الفعال للخطر المتزايد الذي يشكله تنظيم "الدولة الإسلامية" ("داعش") الإرهابي وغيره من الجماعات المتطرفة، مع التركيز على ضرورة تنظيم العمل المشترك للأجهزة الأمنية الوطنية المختصة من أجل وقف تجنيد وتدفق الأجانب إلى صفوف "داعش"، باعتبارهم موردا بشريا أساسيا له في الظرف الحالي.
وأشار الرئيس الروسي بصورة خاصة إلى أن التنظيمات الإرهابية تحاول استخدام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كرأس جسر لها، حيث يجري استقطاب وتدريب عناصر جديدة في صفوفها من أجل تمادي الجماعات الراديكالية في بلدان المنطقة ونقل أعمالها التخريبية إلى دول أخرى لزعزعة استقرارها.
ولفت بورتنيكوف، من جانبه، في كلمة ألقاها في الاجتماع، إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسها "الدولة الإسلامية" ("داعش") انتزعت المبادرة في الجبهة الإعلامية، بسبب تأخر المجتمع الدولي في حالات كثيرة عن إيجاد ردود وإجراءات جوابية مناسبة على دعايتها وأنشطتها التعبوية.
وذكر أن شبكة الإنترنت تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة أساسية لخلق المعتقدات الراديكالية الشديدة التطرف لدى بعض الناس، ولاسيما الشباب منهم من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأضاف بورتنيكوف أن المواد التعبوية الداعية إلى الانضمام إلى "الجهاد العالمي" تنشرها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش" بأكثر من 40 لغة وباستخدام أحدث وسائل تكنولوجية.
وتوقف مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية بصورة خاصة عند ظاهرة "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هذا التنظيم تمكن، وخلال فترة قصيرة نسبيا، من جذب عناصر مسلحة من أكثر من 100 دولة من دول لعالم. وانتقل "داعش" من توجيه ضربات محدودة إلى شن عمليات قتالية على جبهات واسعة باستعمال أسلحة ثقيلة من مختلف الأنواع.
وقال بورتنيكوف إن مكافحة هذا التنظيم وغيره من الجماعات الراديكالية المماثلة تتطلب إجراء العمل الدعائي المضاد بالدرجة الأولى بحشد إمكانيات الهيئات الحكومية والمنظمات الاجتماعية ورجال الدين الرافضين للفكر المتطرف الذي يتنافى مع مبادئ الإسلام والقيم الإنسانية.