"شام شريف"
بالنسبة للمواطن التركماني، روشان قازاقوف، يبدأ طريق، ما يطلق عليه "الجهاد" في سوريا، عبر اسطنبول، التي وصل إليها ذلك الشاب البالغ من العمر 35 عاما، وهو أب لخمسة أولاد، قادما عبر "هاتاي" على الحدود السورية التركية، حيث كان في انتظاره مواطن تركماني آخر يعيش في تركيا مع زوجته.
ووصف روشان رحلته من الأراضي التركية إلى داخل سوريا قائلا: "بعد وصولنا إلى هاتاي تركنا الحافلة، ومن ثم ركبنا سيارة صغيرة لمسافة صغيرة، وصلنا إلى الحدود، وكان هناك جنود أتراك، ولم يوقفونا ولم يتدخلوا.. وبعد وصولنا إلى الحدود قطعت الشريط الحدودي من بين أسلاك شائكة مهترئة وعلى مرأى من الجنود اﻻتراك".
أمير التركمان
كان خيار روشان الالتحاق بـ"كتيبة المهاجرين"، التي تلزمه برؤية أبو عمر الشيشاني.
وروى روشان: "بعد مبايعتي للشيشاني، أخذوا مني جواز سفري.. في" كتيبة المهاجرين" كثيرون من حاملي الجنسية الروسية ومن القرم وأوكرانيا والتتار وبلغاريا وأرمينيا وجورجيا وداغستان وفرنسا وإسبانيا، وغير ذلك، لكن الغالبية كانت من الشيشان وكانت أسماؤهم غير معروفة، ويتداولون الألقاب فيما بينهم".
بدأت حياة روشان "الداعشية" تتخذ صورتها الواضحة، عندما نقل إلى مبنى خاص بالمواطنين التركمان، نقل إلى مبنى فيه، حسب قول روشان "الكثير من السماد والمواد المتفجرة الـ"تي إن تي" والأمونيوم والبودرة".
كانت هذه المرة الأولى التي يرى فيه روشان المتفجرات، إلا أن حداثته في عالم "الجهاد" لم تقف عائقا أمام التطور السريع في هذا المجال، فما لبث أن أصبح أميراً للتركمانيين".
"تم تعييني أميرا للتركمانيين كوني أكبر سناً من جميع التركمانيين، وكانت مجموعتي حوالي 35 تركمانيا.. وكان ابو عمر الشيشاني يتصل بأبي عبدالله المصري ويعطيه الأوامر لتفخيخ السيارات".
أطنان متفجرة
أوضح روشان مردفاً: "اول مرة قمت بتفخيخ سيارة كانت بحمولة 5 أطنان لتفجيرها بمعمل الشوكوﻻ".
ابو عبد الله كان يقول لنا: "هنا كل شيء جاهز، والمواد جاهزة لتصنيع المفخخات، وثاني سيارة كانت بحمولة 6 أطنان من المتفجرات تم تفجيرها عند سجن حلب المركزي.. وثالث مفخخة كانت عبارة عن جرار زراعي، وتم تفخيخه بعشرات الأطنان من المتفجرات.. تم تفجيره أيضا عند السجن".
لم يعش روشان وحيداً في سوريا، إذ لحقت به زوجته وأولاده إلى هناك، في وقت كان قد ترك فيه رسالة لأهله كتب فيها أنه توجه إلى تركيا للعمل.
وشدد روشان على أنه "جهادي"، وأنه يريد أن يرى ابنه جهاديا، لذا علمه على حمل السلاح "ليدافع عن الأطفال والنساء الذين يقتلهم الجيش السوري".
لكن روشان لم ير الجيش السوري يقتل النساء والأطفال، فقال مجيباً على هذا سؤال بهذا الخصوص: "لا، فقط على الإنترنت"، وعلى بعض القنوات.
مقصد الخلافة
تشابهت رحلة المواطن القرغيزي محمد يحيى حكمجان، مع سابقه روشان، فهو الآخر وصل عبر اسطنبول، ومنها إلى أضنة ومن ثم إلى سوريا.
ويروي حكمجان رحلته لوكالة "سبوتنيك": "دخلنا في طريق تهريب كان فيه بعض العساكر الأكراد.. ومن ثم ذهبت إلى مقر سيف الله الشيشاني، وبقيت عنده يومين، وبعد ذلك أخذني إلى داخل كفر حمرا حريتان".
بيتا العرب والأوروبيين
وتابع قائلا: "كنا سبعة أشخاص من أوروبا الشرقية 3 من قرغيزستان، وواحدا تركمانياً وواحداً داغستانياً، بايعنا داعش، والذي أخذ منّا البيعة كان اسمه، أبو أويس المغربي، حيث أمرنا ان نردد وراءه"… بايعنا أبو بكر البغدادي على السمع والطاعة".
داخل صفوف المجموعات الإسلامية خلافات، تجسدت حسب تعبير حكمجان، بتحول بعض المقاتلين من القتال ضمن مجموعة سيف الله الشيشاني، إلى مبايعة "داعش" بتحريض من أبو حنيفة، الذي تمكن من جمع 35 شخصا بينهم "عدد كبير من الأوروبيين"، إلا أن المقاتلين في صفوف التنظيم كانوا مقسومين إلى بيتين "بيتا للعرب وبيتا للأوروبيين".
أما عن وظيفة حكمجان بين صفوف المقاتلين الإسلاميين، فكان مسؤولا عن استلام المساعدات والمعونات المادية، إضافة إلى عمله مترجما نظرا لاتقانه اللغة العربية.
وأشار حكمجان إلى أن العديد من المقاتلين القادمين من آسيا الوسطى أحضروا معهم زوجاتهم وأولادهم، حيث مارسوا حياتهم ضمن القواعد التي عاش بها أهالي المنطقة.