طرح بورتنيكوف اقتراحه خلال الاجتماع الـ 14 التقليدي لرؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الوطنية الذي عقد في مدينة ياروسلافل الروسية نهاية هذا الأسبوع.
وأعاد بورتنيكوف إلى الأذهان أن المجموعة الدولية المماثلة نفذت عملا فعالا لتأمين فعاليات دورة الألعاب الأولمبية الشتوية التي أقيمت، في فبراير/شباط 2014، بمدينة سوتشي الروسية.
وأشار مدير الهيئة على وجه الخصوص إلى المساعدات الأمنية الملحوظة التي قدمتها كل من الولايات المتحدة وجورجيا وفرنسا وألمانيا والنمسا وبعض الدول الأوروبية الأخرى للجنة الروسية المنظمة لمنع وقوع هجمات إرهابية على منشآت دورة الألعاب الأولمبية في سوتشي.
هذا وشارك في لقاء رؤساء أجهزة الأمن وحفظ القانون الوطنية في ياروسلافل 92 وفدا من 64 بلدا، إلى جانب وفود من هيئة الأمم المتحدة ومنظمة شنغهاي للتعاون ورابطة الدول المستقلة والاتحاد الأوروبي. وحضر الاجتماع على وجه الخصوص ممثلون عن وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية ومكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي والمركز الوطني الأمريكي لمكافحة الإرهاب، وعن الأجهزة الأمنية الخاصة في ألمانيا وفرنسا والصين والهند وإسرائيل والسعودية.
وبعث الرئيس الروسي فلاديمير بوتين رسالة تحية إلى المشاركين في الأجتماع الأمني الدولي، أشار فيها إلى أن هناك خطورة بالغة، في الوقت الراهن، تنجم عن اندماج التنظيمات المتطرفة الراديكالية مع قوى الإجرام المنظم العابر للحدود الدولية.
وشدد على أن أهمية لقاء ياروسلافل نبعت من حيوية بحث مهمة التنسيق في عمل الأجهزة الأمنية الوطنية، بل وإقامة الشراكة الحقيقية بينها لتنظيم التصدي الفعال لمخاطر تزايد النشاط الإرهابي على نطاق العالم.
وأشار الرئيس الروسي بصورة خاصة إلى أن التنظيمات الإرهابية تحاول استخدام الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كرأس جسر لها، حيث يجري استقطاب وتدريب عناصر جديدة في صفوفها من أجل تمادي الجماعات الراديكالية في بلدان المنطقة ونقل أعمالها التخريبية إلى دول أخرى لزعزعة استقرارها.
ولفت بورتنيكوف، من جانبه، في كلمة ألقاها في الاجتماع، إلى أن التنظيمات الإرهابية والمتطرفة وعلى رأسها "الدولة الإسلامية" (داعش) انتزعت المبادرة في الجبهة الإعلامية، بسبب تأخر المجتمع الدولي في حالات كثيرة عن إيجاد ردود وإجراءات جوابية مناسبة على دعايتها وأنشطتها التعبوية.
وذكر أن شبكة الإنترنت تحولت في الآونة الأخيرة إلى أداة أساسية لخلق المعتقدات الراديكالية الشديدة التطرف لدى بعض الناس، ولاسيما الشباب منهم من قبل التنظيمات الإرهابية.
وأضاف بورتنيكوف أن المواد التعبوية الداعية إلى الانضمام إلى "الجهاد العالمي" تنشرها التنظيمات الإرهابية وفي مقدمتها "داعش" بأكثر من 40 لغة وباستخدام أحدث وسائل تكنولوجية.
وتوقف مدير هيئة الأمن الفيدرالية الروسية بصورة خاصة عند ظاهرة "الدولة الإسلامية"، مشيرا إلى أن هذا التنظيم تمكن، وخلال فترة قصيرة نسبيا، من جذب عناصر مسلحة من أكثر من 100 دولة من دول لعالم. وانتقل "داعش" من توجيه ضربات محدودة إلى شن عمليات قتالية على جبهات واسعة باستعمال أسلحة ثقيلة من مختلف الأنواع.
وقال بورتنيكوف إن مكافحة هذا التنظيم وغيره من الجماعات الراديكالية المماثلة تتطلب إجراء العمل الدعائي المضاد بالدرجة الأولى، بحشد إمكانيات الهيئات الحكومية والمنظمات الاجتماعية ورجال الدين الرافضين للفكر المتطرف الذي يتنافى مع مبادئ الإسلام والقيم الإنسانية.