وتشير سيطرة الحزب الجمهوري الامريكي على مجلسي التشريع في الولايات المتحدة، إلى أن الجمهوريين أصبحوا قادرين على تحديد وجهة سياسات واشنطن خصوصا تلك المتعلقة بالسياسية الخارجية والتعاطي مع قضايا المجتمع الدولي، خاصة وان كافة المراقبين اعتبروا ان باراك أوباما دخل مبكرا في مرحلة "البطة العرجاء" نتيجة فشل الحزب الديمقراطي في انتخابات التجديد النصفي للكونغرس، وتمكن الحزب الجمهورين من تحقيق الأغلبية في مجلس النواب.
ولا شك أن صقور الولايات المتحدة من الجمهوريين والديمقراطيين يساهمون في إرباك المشهد بمنطقة الشرق الأوسط ومناطق أخرى من العالم، من خلال الفوضى والعنف والطائفية، فلا يمكن تجاهل تاريخ الدعم الأميركي لتيارات الإسلام السياسي بهدف المساعدة في تنفيذ الأجندة الاميركية، وتحقيق مصالحها في العالمين العربي والإسلامي وضمان أمن إسرائيل خصما من ثقافة وحضارة ومعتقدات شعوب المنطقة التي تقوم على السلام والأمن بين كافة الشعوب.
السيناتور "جون ماكين" هو كلمة السر للجمهوريين في إرباك الوضع في عدد من المناطق التي تسعى استراتيجية الولايات المتحدة امام القوى الدولية الرافضة للعبث الأميركي بقضايا المجتمع الدولي، بذريعة الديمقراطية وحقوق الإنسان.
تلك الديمقراطية التي تتستر خلفها الولايات المتحدة متجاهلة التقاليد والخصائص الوطنية للدول والشعوب، وتخذها ذريعة للتدخل في الشأن الداخلي للدول المستقلة، ولزعزعة الاستقرار، واستمرار الاضطرابات في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا وتنامي خطر الإرهاب والتطرف.
الجمهوريون والديمقراطيون وجهان لعملة واحدة، فلا يمكن التفاؤل بسياسة مختلفة للولايات المتحدة الأمريكية رغم الانتقادات الحادة التي تصدر من الجمهوريين ضد سياسة أوباما تجاه عدد من القضايا الإقليمية والدولية، فالقادم مع صقور الحزب الجمهوري سيكون أكثر تشدداً، خصوصا تجاه الشعوب والحكومات التي تعتبرها واشنطن عقبة في طريق تحقيق مصالحها وتمدد نفوذهم.