يدل استمرار اشتعال الجبهات القتالية، الدائرة بين الجيش العربي السوري والمقاومة والدفاع الوطني السوري من جهة، وبين تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام" (داعش) والمجموعات المسلحة الأخرى على اختلاف تسمياتها، وتعود هذه المعارك إلى تانغمها في الهدوء والاشتعال إلى التغيرات والتبدلات في مجريات الأحداث السياسية المتعلقة بالأزمة في سورية، ومن هنا نرى بالفعل وحسب الكثير من الخبراء والمحللين العسكرين أن هذا التصعيد على الجبهات السورية المختلفة بعد التوقيع على اتفاق الملف النووي الإيراني، في خطوة مقصودة من بعض الأطراف التي لها علاقة بمجريات الأحداث في سورية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر، كي تستطيع هذ الأطراف من تحقيق مكاسب سياسية من خلال توزيع الأدوار فيما بينها بما يتناسب مع أهدافها ومخططاتها التي تخدم مصالحها شراكة أو فرادة.
ومن هنا نرى أن الجبهات المشتعلة على مساحة الجغرافيا السورية شرقاً وجنوباً وشمالا، ولكن في نفس الوقت لم تسطع المجموعات الإرهابية المسلحة أن تحدث أي انتصار أو أي تقدم على أي من هذه الجبهات لابل استطاع الجيش العربي السوري مع المقاومة وعناصر حزب الله أن يحصرهم في منطقة ضيقة جداً في الزبداني ما أدى إلى التدخل السريع من قبل إسرائيل التي قام طيرانها الحربي بقصف جوي لبعض الأهداف المدنية والعسكرية في القنيطرة المحررة، والهدف من هذا التدخل حسب ضيف حلقة اليوم الخبير العسكري الاستراتيجي الدكتور حسن حسن، هو العمل على فتح باب نجاة لهذه المجموعات ورفع معنوياتها أمام الانهيار الذي وصلت اليه أمام تقدم الجيش العربي السوري وتحقيق ضربات قاضية على مراكزها، وأيضا هدف القصف الإسرائيلي كان الضغط على الجيش العربي السوري والهائه عن هذه المجموعات وتشتيته، لابل فتح باب أو طاقة للنجاة لبعض القيادات الهامة التي تدير القتال ضد الجيش العربي السوري.
وانطلاقا من كل الظروف السائدة ورغم النشاط الكبير الذي تقوم بها المجموعات المسلحة ومن ورائها من الدو ، وأمام الانتصارات والدقة التي يتعامل الجيش العربي السوري مع انتشار المجموعات المسلحة في مناطق مختلفة، نرى أن قسم كبير من المجموعات المسلحة وعلى كثير من الجبهات باتو رهائن حصار الجيش السوري لمواقعها، وهذا مايفسر استسلام عدد كبير من عناصر هذه المجموعات للجيش السوري، أو انسحابها إلى مناطق لايمكنها من خلال التعامل مع الضربات التي يقوم بها الجيش السوري.