ودعا درباس الشباب الذي يقود المظاهرات، التي تحولت من حملة بيئية إلى حملة سياسية تطالب برحيل الحكومة، على حد قوله، إلى تبني أهداف واقعية قابلة للتحقيق، محذراً من أنه غير ذلك فإن "أصحاب النية الطيبة لن يجلبوا إلى بلادهم سوى الدمار".
واتهم درباس بعض أعضاء الحكومة اللبنانية بتعطيلها ومنعها من اتخاذ القرارات، ما أدى بالدولة إلى الشلل وعدم القدرة على الإنفاق أو تلبية احتياجات الناس وتوفير الخدمات العامة.
وأوضح الوزير اللبناني، في مقابلة مع "سبوتنيك"، أن الحكومة تعجز حالياً عن "صرف رواتب الموظفين، وإزالة النفايات، وقبول هباتٍ بمئات الملايين من الدولارات وقروضٍ بمليارات الملايين"، ما يجعل الاحتجاج الحالي "محق وفي محله"، غير أنه رأى أن ما يوجه للحكومة "فيه قليل من الإنصاف، لأن الحكومة ورئيسها [تمام سلام] لا يدخران جهداً من أجل تسيير العجلة، ولكن المأزق السياسي يحول دون قيام الحكومة بواجباتها".
وذكر درباس أن جلسة مجلس الوزراء الاستثنائية، المقرر لها غداً الثلاثاء، مخصصة لتناول أزمة النفايات.
وأعرب درباس عن قناعته بأن تلويح رئيس الوزراء باستقالة حكومته كان يحمل "رسالة واضحة لا تحتمل اللبس"، وتابع "وبمجرد أن قال [رئيس الحومة] هذا الكلام، وجدنا الكثير من القوى السياسية تناشده بعدم الاستقالة، وأرى في ذلك مؤشر حسناً ربما يفضي بنا إلى تفاهمات مباشرة أو ضمنية تسير العجلة بما لا يحتمل التأجيل".
وتجتاح العاصمة اللبنانية بيروت مظاهرات حاشدة منذ بداية الأسبوع، بدأت احتجاجاً على تفشي أزمة النفايات المستمرة منذ منتصف تموز/يوليو الماضي، بسبب امتناع شركة جمع القمامة عن العمل بعد أن أوقف الأهالي العمل بمطمر بلدة الناعمة، جنوبي بيروت، لما يسببه من ضرر بيئي.
وشهد الاحتجاج تصعيداً من قبل المتظاهرين، الذين رفعوا سقف مطالبهم إلى المطالبة برحيل الحكومة ومجلس النواب. من جانبها واجهتهم قوات الأمن بالقوة، موقعة 61 جريحاً، حسبما قال وزير الداخلية، نهاد المشنوق، صباح الاثنين، لافتاً إلى أن الاشتباكات بين الجانبين تسببت في إصابة 99 من أفراد الشرطة.