وأكدت الحملة أن الحراك "لم ولن يتوقّف، وتأجيل تحرّك اليوم الى موعد آخر في الأسبوع ذاته ليس تراجعاً، إنما يحتاج الأمر إلى إعادة تقييم وترتيب المطالب والاستماع للناس وما تقول"، مشيرة إلى أنها "لم ولن تتخلى عن أحد ولا عن المطالب المحقّة".
وصباحاً، تفقّد وزير الداخلية نهاد المشنوق الأضرار التي لحقت ببعض المحال التجارية في ساحة رياض الصلح، ثم التقى رئيس الحكومة تمام سلام في السراي الحكومية حيث أعلن أن القوى الأمنية أثبتت "مسؤولية عالية في تصرّفها تجاه المدنيين" في تظاهرات رياض الصلح، مؤكداً أننا "لن نتخلى عن حماية الشرعية.
وقال المشنوق: "هناك حملة مدنية سلمية لها الحقّ في التظاهر ومجموعة تابعة لأحزاب سياسية لديها أجندة"، مضيفاً أن "لا انتخابات نيابية قبل رئاسة الجمهورية ولا تراجع عن الأساسيات ولن نتخلّى عن حماية الشرعية".
وفي سياق متّصل، أعلنت المديرية العامّة لقوى الأمن الداخلي، في بيان، أن أعمال " الشغب التي وقعت ليل أمس في وسط بيروت إلى سقوط 99 جريحاً من قوى الأمن الداخلي وإصابة عدد من المتظاهرين وتضرّر عدد كبير من المحال والمطاعم والمباني والمنشآت الطرقية وآليات عسكرية، وتوقيف 32 شخصاً من مثيري الشغب".
وأسفت قوى الأمن الداخلي للأحداث التي رافقت التحرّك في بيروت، مؤكدة أن مهمتها هي "حماية حقّ التظاهر السلمي للمواطنين الذين لا يلجأون إلى استعمال العنف ولا يعتدون على الأملاك العامة والخاصة".
في ظل هذه التطورات السياسية والامنية التي يواجهها لبنان تبرز هنا الاسئلة التالية:
الى اين سيصل شباب الاحتجاجات في هذا الحراك؟
هل يملك هؤلاء الشباب امكانية اسقاط الحكومة؟
هل يمكن ان يوصل تعدّد الشعارات واختلافها بين المتظاهرين الى النتيجة المرجوة؟
برغم اعلان الرئيس سلام انه يسير على حافة الاستقالة، فهل سيستقيل إن تفاقمت الامور أكثر، لا بل هل يستطيع ان يستقيل وهو الذي يدرك ان استقالته قد تنهي آخر معلم استقرار سياسي في البلد، وتشكل سابقة لا مثيل لها؟
هناك من يخشى من ان تفتح استقالة الرئيس سلام، إن حصلت، على أزمة كبرى لا يمكن ان يوجد لها حلا الا عبر مؤتمر تأسيسي يعيد إنتاج النظام وفق التطورات الجديدة. ولكن هناك في المقابل من يقول إن الإستقالة، على حساسيتها، ربما تكون الوصفة المناسبة للتعجيل بانتخاب رئيس للجمهورية.
وهناك من يخشى ايضا، من ان تتحول مجموعة الأزمات الاجتماعية التي يعاني منها لبنان الى كرة نار تحرج الجميع، وقد تطيحهم، اذا ما أفلتت تلك الازمات من عقالها. ولكن هناك في المقابل من يذكر ان لبنان، هو البلد الذي لا تصل فيه الامور الى خواتيمها، ويمكن حل الامور دائما عبر ايجاد الحلول الوسط ،فهل سيتسنى في هذه المرة ذلك ؟
عن هذه الاسئلة وغيرها إليكم ما يقوله لإذاعتنا كل من معالي وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس ، والناشط في المجتمع المدني اللبناني ابراهيم الدسوقي:
إعداد وتقديم: عماد الطفيلي وزهراء الأمير