بعد تدمير بيوتهم في الحرب، لجأ سكان بلدة خزاعة إلى "الكرفانات"، وهي مساكن حديدية مؤقته غير مبطّنة بشكل جيد لا تصلح للسكن وخاصة مع ارتفاع درجات الحرارة، وتصل درجة الحرارة داخل هذه المساكن إلى 48 درجة مئوية، بحسب شهادة السكان.
ويقول إياد قديح، أحد ساكني "كرفانات" خزاعة، إن قدوم فصل الصيف حول حياتهم إلى مأساة داخل هذه المساكن، مشيراً إلى أن "السكان يفترشون الأرض بالخارج هرباً من الرطوبة الشديدة التي لا يستطيع الإنسان تحملها بأي حال من الأحوال".
وأوضح قديح لـ"سبوتنيك" أنه وعائلته المكونة من خمسة أفراد ليس لهم معين ويعانون من أزمة كبيرة في المياه في ظل الحرِّ الشديد، مؤكداً أنّ "الأمراض تزداد والوضع الصحي بدأ يتدهور في هذه المنطقة، ويجب أن يجد المسئولين حل ولا يتركونا للموت البطيء".
وفي ذات سياق المعاناة، تؤكد ميسون أبو ريدة، لـ"سبوتنيك"، أن وضع النساء في خزاعة سيء للغاية، لأن الناس يسكنون في تجمعات صغيرة، مشيرةً إلى أن "الصيف لم يدع أحد داخل "لكرفانات، والنساء لا يجدن الراحة، بسبب انعدام الخصوصية وتداخل السكان".
ولفتت إلى أنها تعيش وأفراد أسرتها العشرة داخل "كرفان" واحد، حيث لا يوجد معيل لكل هؤلاء سوى ما يتوفر من الجمعيات الخيرية، مؤكدةً أن "الشمس حرقت أطفالنا، وانقطاع المياه أدى إلى كوارث على المستوى الصحي، ولا مدارس قريبة للأطفال مما يجعلهم يضطرون للسير في أشد أوقات الحرارة".
وينقسم الأهالي المدمرة بيوتهم في خزاعة بين منطقتين جنوب البلدة ويوجد بهاد 49 "كرفان"، وشمالها ويوجد بها 26 "كرفان"، أما الباقين فمنهم من يسكن الخيام أو أعاد استصلاح جزء من منزله ليسكن فيه.
ومن جهته قال أشرف قديح، مسئول العلاقات العامة في بلدية خزاعة، إن "الكرفانات لا تصلح للعيش الآدمي مطلقاً، وهي عبارة عن منازل مؤقتة وليست دائمة، وقد تأخر الاعمار بشكل كبير مما أدى إلى تردي الوضع الانساني لسكانها".
وأوضح قديح لـ"سبوتنيك" أنّ "موجة الحر في غزة غير اعتيادية وبحاجة إلى اجراءات غير اعتيادية خاصة في منطقة خزاعة التي تعاني من نقص في مياه الشرب بسبب خلل في المنطقة التي نجلب منها المياه". مؤكداً أن البلدية تعاونت مع الكثير من الجمعيات وعملت على الاستفادة من الآبار الموجودة في البلدة لاستدراك هذه الأزمة.
وأضاف: "كانت السرعة في إنجاز "الكرفانات" بسبب تشرد الناس بعد الحرب على حساب الجودة، واليوم خزاعة موعودة من قبل لجنة الاعمار بأن لهم حق الأولوية في الاعمار، ونحن وكل السكان في الانتظار من أجل انهاء هذا العذاب الذي يلاقيه المواطن الفلسطيني كل يوم".
وكان وزير الأشغال الفلسطيني أعلن في الثالث من أغسطس الجاري عن بدء عملية الاعمار لأصحاب المنازل المدمرة بعد أكثر من عام على الحرب الإسرائيلية على غزة صيف 2014.
وأشار إن الحكومة ماضية نحو إعادة اعمار كل بيت هدمته إسرائيل، لكنه استدرك قائلاً إن وزارته بانتظار وصول الأموال لبناء المنازل التي تعرضت للتدمير الكلي خلال الحرب الإسرائيلية الأخيرة على قطاع غزة.