إعداد وتقديم نواف إبراهيم
تستمر الحرب الشعواء الدائرة على الحجر والبشر وعلى كل شي في سورية، من قبل تنظيم مايسمى بالدولة الإسلامية في العراق وبلاد الشام الإرهابي "داعش" ، حيث أن هذا التنظيم وعلى مرأى من العالم كله، لابل وبدعم من قسم لايستهان به من دول الغرب وحتى دول المنطقة يقوم بتدمير وقتل وحرق كل ما يأتي أمامه من بشر وحجر وشجر، فلم يكتفي هذا التنظيم بالعمليات الإرهابية في الكنائس والمدارس والجامعات والمؤسسات الحكومية، ولم يكتف بقتل وذبح وتقطيع أوصال الناس الأبرياء من يقعون بيده، والعد يستمر منذ خمس سنوات ولايمكن أن يحصى حجم الدمار الهائل الذي خلفة ويخلفه هذا التنظيم الذي لايوجد لعناصره أي رادع إنساني أو اخلاقي ولا حتى ديني، كما يدعي، وهو يقوم بهذه الأعمال الشنيعة تحت راية الإسلام، والإسلام الحنيف براء منهم في حقيقة الأمر، و وصل شر هذا التنظيم الى أن يدمر كل ماله علاقة بتاريخ سورية، هذه الدولة العربية التي تميزت بحضارتها وثقافتها وتاريخها العريق والمتنوع الذي رسمت نسيجه الكثير من الحضارات والثقافات والشعوب التي تعاقبت في العيش على أرضها، واذا ما تخطينا دور العبادة من الجوامع والأديرة والكنائس والأوابد الإسلامية والمسيحية التي كانت تعتبر مزاراً ومحجاً للعالم الى سورية، وكيف دمرها هذا التنظيم في سورية والعراق، وحاول قتل تاريخ كامل لشعوب قدمت للحضارة الإنسانية مالم تقدمه حضارة أخرى من الرقي والعلوم في كل الجوانب، يأتي تنظيم داعش اليوم ويعاود الكرة في مدينة تدمر السورية بعد ما دمر فيها الكثير من الأوابد التاريخية التي لاتقدر بثمن، وشرد أهلها، لابل وصل الأمر الى أن ذبح هذا التنظيم الإرهابي أحد أهم وأبرز علماء الأثار في التاريخ السوري وحتى العالمي، والذي وهب حياته لمدينة تدمر الأثرية فأصبح موسوعة تاريخية حية لاتقدر بثمن، نعم قام هذا التنظيم بذبح العالم الدكتور خالد الأسعد وقطع رأسه بطريقة تقشعر لها الأبدان، ووضعوه جثة هامدة يعلوها رأسه الحزين في إحداى ساحات مدينة تدمر الأثرية، واليوم يستفيق العالم من جديد على فعل قبيح شنيع لا علاقة له لا بالحرية ولا بالإنسانية ولا بحقوق الإنسان كما غيره من التصرفات التي لاتمت للإنسانية بصلة، وهو أن قيام هذا التنظيم وعلى مرأى من العالم وفي المقدمة المتبرجين بالحرية وحقوق الإنسان والديمقراطية العفنة، بتدمير وتفجير معبد "بعل شمين" والذي يعبر عن آلهة السماء لدى الفينيقيين أحد أهم المعالم الأثرية الحضارية والكنوز العالمية والمدرجة على لائحة التراث العالمي في مدينة تدمر السورية، ويعتبر من أهم المعابد الأثرية في التاريخ الإنساني حسب متحف اللوفر في باريس.
التفاصيل مع المدير العام للآثار والمتاحف في سورية الدكتور مأمون عبد الكريم