وبدأ المتظاهرون بالتوافد إلى ساحة الشهداء في وسط بيروت منذ مساء أمس الجمعة، استعداداً لمظاهرة اليوم، ومن المتوقع أن يبدأ الحشد الشعبي لهذا التحرك الاحتجاجي عند الساعة الخامسة من عصر اليوم، فيما قررت حملة "طلعت ريحتكم"، وهي إحدى الحملات الأساسية المشاركة في الحراك الشعبي، تنظيم مسيرة حاشدة من أمام مقر وزارة الداخلية إلى وسط بيروت.
وتتنوّع شعارات المشاركين في الاحتجاجات الشعبية ما بين المطالبة بحل أزمة النفايات، وبين محاسبة المسؤولين عن استخدام العنف ضد المتظاهرين منذ نهاية الأسبوع الماضي، والدعوة إلى إسقاط النظام الذي وصفوه بـ "الطائفي"، باستقالة الحكومة والدعوة إلى انتخابات برلمانية وفقاً لقانون انتخابي عادل يضمن صحة التمثيل.
ويلاحظ أن ما يصفه مراقبون بأنه "حراك شعبي"، قد أفرز عدة حملات شعبية يحمل كل منها مطالب محددة ضد النظام السياسي في لبنان.
وأبرز تلك الحملات "طلعت ريحتكم" التي تتألف من ناشطين في جمعيات المجتمع المدني، وهي من أول التحركات الاحتجاجية على ملف النفايات.
كما تتواجد على الساحة حملة "بدنا نحاسب"، والتي برزت بعد تظاهرات يوم الأحد الماضي، وما رافقها من تشويش بين الناشطين، خصوصاً بعد انسحاب حملة "طلعت ريحتكم" من ساحة الشهداء، على أثر أعمال العنف التي جرت.
وتضم هذه الحملة ناشطين يساريين من "الحزب الشيوعي اللبناني"، و"اتحاد الشباب الديمقراطي"، و"حركة الشعب"، وترفع شعارات سياسية تطالب بإسقاط النظام السياسي ويرفض ناشطوها ما يرونه "تمييزاً طبقياً" بين المتظاهرين المنتمين للطبقة الوسطى وبين أولئك القادمين من بيئات مهمّشة.
وتبرز على الساحة أيضاً حملة "الشعب يريد"، التي تضم مجموعات يسارية الطابع من بينها "المنتدى الاشتراكي"، "الحركة الطلابية الشعبية"، "حقّي عليّي"، "عدالة اجتماعية نسوية"، "نادي السنديانة الحمرا"، و"النادي العلماني" في "الجامعة الأمريكية".
وبحسب البيان التأسيسي لهذه الحملة فإن الهدف منها "تصعيد الحراك النضالي والثوري في مواجهة النظام القائم، وبلورة بديل سياسي يرتكز على مطالب الشارع، وتهدف حركتنا إلى بناء حراك طويل النفَس والأمد، يعتمد استراتيجية إسقاط النظام القائم ومؤسساته الفاسدة والطائفية ومصالحه الطبقية، بالتعاون المستمر مع مختلف المجموعات التي تشاركنا الرؤية والنضال، من أجل تكوين نظام بديل من قلب مجتمعنا".
وإلى جانب الحملات الثلاث السابقة، برزت خلال اليومين الماضيين حملة انطلقت عبر مواقع التواصل الاجتماعي عنوانها "عالشارع". وتعرّف الحملة عن نفسها في صفحتها على موقع "فيسبوك"، إننا "مجموعة من الشابات والشباب اللبنانيين، نشكل جزءاً من التحرك الشعبي المنتفض في لبنان على فساد الطاقم الحاكم بثنائيته 8 و 14 آذار، ونعمل على حشد جهود كل القوى الشعبية والشبابية اللبنانية المتضررة والمنتفضة لتحقيق أكبر حضور شعبي في الشارع".
كما برزت حملات أخرى معظمها عبر مواقع التواصل الاجتماعي أبرزها "حلوا عنا"، و"شباب ضد النظام"، و"عكار منا مزبلة"، و"طفح الكيل"، و"مستمرين".
وبموازاة الاستعدادات الشعبية، شكّل مجلس الأمن المركزي غرفة عمليات مشتركة بين الجيش وقوى الأمن الداخلي لحفظ الأمن خلال تظاهرة اليوم.
وأعلن محافظ بيروت زياد شبيب، بعد الاجتماع الذي ترأسه وزير الداخلية نهاد المشنوق وحضره القادة الأمنيين بوزارة الداخلية، أن غرفة العمليات المشتركة تهدف لـ"التنسيق الفعّال بين القوى الأمنية لحفظ أمن المتظاهرين وحماية الممتلكات العامّة والخاصّة ومنع قيام الفوضى".
وشدّد على "عدم السماح للمخلّين بالأمن بتعريض البلاد لأي خطر"، معرباً عن امتنانه للقوى الأمنية "على ما يبذلونه من جهود لحماية المواطنين والممتلكات العامة منذ الأحد الماضي حتى اليوم".
وبحسب ما علمت "سبوتنيك" من مصادر أمنية، فإن قوى الأمن الداخلي ستنشر ما يقرب من 750 عنصراً في محيط ساحة الشهداء، والنقاط المحيطة التي قد تشهد احتجاجات، وأشارت إلى أن الصفوف الأمامية للقوى الأمنية لن تكون مجهّزة ببنادق، ما عدا المكلفين بحماية المباني الحكومية، وتحديداً السراي الحكومي والبوابات المحيطة بساحة النجمة حيث يقع مقر مجلس النواب".
ووفقاً للمصادر الأمنية فإن قوة من الجيش قوامها 1500 عنصر ستكون جاهزة للتدخل بناء على طلب قوى الامن الداخلي في حال أخذت الامور منحى عنيفاً، بالإضافة إلى عناصر أمنية بلباس مدني في قلب التجمعات، لمراقبة نشاطات "المندسّين" المحتملين.
وبالمقابل، أكدت حملة "طلعت ريحتكم"، بدورها، تواجد 500 متطوّع لتأمين التظاهرة.
وقال الناشط في "طلعت ريحتكم" أسعد ذبيان أنه سيكون هناك نحو 500 متطوع مهمتهم التنسيق مع القوى الأمنية والصليب الأحمر والدفاع المدني ومواكبة المسيرة في تظاهرة ساحة الشهداء.