حديثنا اليوم عن ليبيا، هذه الدولة العربية الواقعة شمال أفريقيا، والتي بدأت فيها الأحداث مع بداية ما يسمى بالربيع العربي، وعانت هذه الدولة ماعانته من التهجير والقتل والتدمير، حتى كاد ألاّ يبقى من هذه الدولة إلا اسمها، وذلك في عملية ممنهجة ومخططة مسبقاً، لتتحول ليبيا، وبشكل متعمد، وحسب الكثير من الخبراء والمتابعين، إلى غرفة عمليات حقيقية لدول الغرب، وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية، لتحقيق مصالحها في المنطقة. وقد ساهم ذلك في تحويل ليبيا، خلال السنوات الأخيرة، إلى ممر حقيقي للإرهاب والإرهابيين والمعسكرات التي يتدرب فيها عناصر التنظيمات الإرهابية المسلحة بمختلف أشكالها، وعلى رأسها ما يسمى بتنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش)، وأصبحت ليبيا ممرا حقيقيا ومكشوفا للإرهابيين إلى كل دول المنطقة، والأكثر من ذلك المآسي التي تقشعر لها الأبدان بما يخص اللاجئين، الهاربين من دولهم التي دمرتها خطة دول الغرب لتحقيق الديمقراطية وحقوق الإنسان، ليموتوا في عرض البحر وعلى شواطىء الدول الغربية، ما استدعى اتخاذ الكثير من الإجراءات الأمنية في معظم دول الاتحاد الأوروبي والدول الغربية، وعلى حدودها مع الدول التي تشكل معبراً سهلاً وقريبا من ليبيا إلى هذه الدول وتحديداً إسبانيا ومقدونيا وإيطاليا وغيرها من هذه الدول التي رأينا فيها الظروف المأساوية التي يعيشها اللاجئون الهاربون من بطش الحروب والإرهاب الذي شكلته دول الغرب بالتعاون مع بعض دول المنطقة. وحسب المعلومات تم إنقاذ 97 ضحية من بينهم 37 طفلا على الشواطىء الليبية، معظمهم من الليبيين والسوريين. وحسب الإحصاءات الأخيرة، فُقد مؤخراً من أصل 250 لاجىء غرقوا على السواحل الليبية، 150 لاجئا ومعظمهم من الأطفال.
وهنا تطرح الكثير من الأسئلة نفسها، أين هذ الدول الغربية وحتى العربية التي جاءت ودعمت مشروع ما يسمى بالربيع العربي؟ الذي جاء بالديمقراطية والحرية، حسب قولهم، إلى دول المنطقة، أين هذ الدول من حقوق الإنسان ومن هذه المآىسي البشعة التي يعاني منها أبناء وأطفال هذه الدول من قتل وذبح ودمار واغتصاب وهروب إلى الموت المحتم في العراء وفي عرض البحر؟
هذه الأسئلة وغيرها نطرحها في حلقة اليوم على الحقوقية ورئيسة التجمع العالمي من أجل ليبيا موحدة وديمقراطية، ومندوبة التجمع لدى مجلس القبائل الليبية فاطمة أبو النيران.
إعداد وتقديم: نواف إبراهيم