دمشق — سبوتنيك — خليل موسى كنعان
تحدث مرعي عن أهمية الدبلوماسية الروسية باستخدام الديناميكية النشطة، التي استطاعت أن تجمع السلطة والمعارضة في موسكو، ومن خلالها اتفق المعارضين على رؤية للحوار.
ومن جانب آخر رأى مرعي أن المعارضين ووفد الحكومة، يستطيعون الاتفاق على أسس الحوار في موسكو، والتوصل، لأول مرة، إلى ورقة من عشر بنود تؤسس لحل سياسي.
ونوه لتحضير موسكو لمؤتمر حوار ثالث بعد موسكو-1 و2، متوقعاً إمكانية حضور المعارضتين الداخلية والخارجية، كما شدّد على أن روسيا هي الأقدر على جمع المعارضين للحكومة في مؤتمر للحوار، وبالتالي لعبت دور الوسيط المهم والفاعل في حل الأزمة السورية.
وفي الوقت ذاته، وبحسب توضيح رئيس هيئة العمل الوطني الديموقراطي في الداخل السوري، فإن موسكو لديها ثوابت، ومنها القانون الدولي وعدم المساس بالسيادة السورية، وعدم التدخل بالشأن السوري الداخلي.
ومن هذه الثوابت أيضاً إصرار موسكو على أن حل الأزمة السورية يتم بين السوريين أنفسهم على طاولة الحوار، دون التدخل والضغط على الدولة السورية، وهذه الثوابت جعلت من روسيا دولة مهمة في حل الأزمات العديدة في مناطق عدة من العالم، منها العراق واليمن، إلى جانب سوريا، حيث تعمل موسكو جاهدة لإيجاد الحلول السلمية لهذه الازمات.
ويخلص ضيف "سبوتنيك" إلى أن الدبلوماسية الروسية هي دبلوماسية نشطة وذكية، بسبب دورها في حل الأزمات حول العالم، وهذا ما جعل من روسيا الاتحادية قطباً، إضافة للدول للأخرى.
مؤتمر موسكو هو الأساس
قسم كبير من المعارضة السورية بات يؤمن تماماً، بأن حوار موسكو هو الأساس للتفاهم وحل الأزمة السورية، حيث يؤكد مرعي أن "موسكو-3 يجب أن يسبق جنيف، نحن لا نريد الذهاب إلى جنيف مختلفين.. نريد ان نتفق في موسكو-3، ومن الممكن أن يكون جنيف أو لا يكون هو إخراج".
وشدد على ضرورة اللقاء بين المعارضة ووفد الحكومة في موسكو، للاتفاق على كل القضايا ومجملها، فلا المعارضة تريد أن يكون مؤتمر جنيف-3 كسابقه، حيث كان بالنسبة لهم مؤتمراً للسباب والشتائم، ومقتصراً على وفد الائتلاف، الذي هو جزء من المعارضة الخارجية.
وفي الوقت الذي يبدي المعارضون السوريون في الداخل، ومنهم من في الخارج السوري، إمكانية الذهاب لأي مكان لإيجاد حل سياسي لبلادهم، فإنهم يفضلون موسكو، لأنهم يرون فيها الأنسب من بين كل الأماكن التي يمكنها العمل على إيجاد الحل، فموسكو وحدها، ومن خلال التجارب المتكررة، قادرة على جمع الحكومة والمعارضة.
المعارضون في سورية ضمن هذا الفريق، المؤلف من قسم داخل سورية ومكون من هيئة العمل الوطني الديمقراطي وحركة البناء الوطني وحزب الشباب، والقسم الآخر في الخارج السوري، مكون من تيار التغيير والتيار السرياني، إضافة إلى شخصيات عامة منهم، الطيب تيزيني، والأب فكتور حنا، اجتمعوا ووقعوا ورقة عمل، على أن تكون خارطة طريق للحل السوري، وقدموها بيد ممثلهم محمود مرعي إلى كل من الخارجية الروسية والخارجية الإيرانية، ونسخة أرسلت للمبعوث الدولي الأممي.
خارطة طريق.. ما هي أهم بنودها؟
بنود عدة تتضمنها خارطة الطريق الجديدة التي حصلت "سبوتنيك" على نسخة منها من المعارضة السورية، والتي ستكون نقطة ارتكاز أساسية في موسكو-3 بالنسبة لمعدّيها، وهي في أهم بنودها ستدعو إلى حوار تفاوضي بين السلطة والمعارضة في دمشق، لكل من يريد حضور هذا المؤتمر من داخل وخارج سوريا، مع تقديم ضمانات دولية لكل الفعاليات والشخصيات التي تحتاج لهذه الضمانات، حيث يعقد الحوار التفاوضي بين السلطة من جهة، وبين القوى السياسية المعارضة والشخصيات المحلية والمستقلة وقوى المجتمع المدني التي تتقدم بالمبادرة من جهة اخرى.
وذلك بهدف استكمال المسار التراكمي التفاوضي، خصوصاً للقاءات موسكو وغيرها من المؤتمرات والأوراق التي يتوافق عليها.
والهدف الثاني من هذا المؤتمر، إنتاج حكومة وحدة وطنية تشاركية مؤقتة، مدتها عامين، يشارك فيها أغلب الأطراف الرئيسية، وترأسها شخصية معارضة معتدلة ومقبولة من الشرائح الشعبية المعارضة والموالية، وتتوزع بين السلطة والمعارضة والشخصيات الوطنية والمجتمع المدني، تنتهي بانتخابات نيابية وإدارية، وتعمل وفقاً لإعلان دستوري متفق عليه، يحدد الأمور ذات العلاقة بنظم مسار عملها وانتهاء ولايتها.
وهذه الورقة استكمال لمسار المصالحات لترسيخ وقف إطلاق النار والمصالحات المحلية واجراءات بناء الثقة وتوسيعها والارتقاء بها لتصبح مصالحات وطنية دائمة، بحيث تشمل مناطق لم تدخل في مرحلة المصالحات، وذلك عبر فتح قنوات تواصل وحوار مع المجموعات المسلحة التي تؤمن بالحل السياسي، ولتسهيل ذلك وتعزيزه تجب إدانة كافة أشكال القصف العشوائي التي تصيب المدنيين وانتهاكات حقوق الإنسان.
كما أن مكافحة الإرهاب تأتي في المقام الأول، عبر تشكيل جبهة وطنية تشاركية واسعة تحارب الإرهاب فكرياً وسياسياً وعسكرياً، حسب خطة توضع تشاركياً بين كل المكونات السورية.
وتم تخصيص مجالات واسعة لبحث مجال الاقتصاد السوري لتأمين التوافق الوطني، وابتكار حلول إسعافية سريعة، والعمل الفوري على رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا.
هذا وتتعهد المعارضة، ضمن هذه الخارطة، بالعمل على أن تكون هذه الوثيقة جامعة لكل السوريين، وتكفلت بعرضها على كافة القوى الوطنية التي تدعم الحل السياسي.