وقال اللواء محمد سمرة قائد شرطة السويداء لسبوتنيك إن "وافد أبو ترابة اعترف بقيامه مع مجموعته بعملية التفجير في الساعة الرابعة والعشرين دقيقة من يوم الجمعة أول أمس بواسطة سيارة مفخخة قام بسرقتها في الساعة الثالثة من بعد ظهر يوم الخميس 3 سبتمبر/أيلول أي قبل يوم من عملية التفجير بعد أن قتلوا صاحب السيارة على طريق القُريّا".
وتابع قائد الشرطة سرد مخرجات التحقيق، "وبعد ساعتين من نقل شهداء التفجير الأول الذي استهدف الشيخ وحيد البلعوس والمصابين إلى المستشفى الوطني قام أبو ترابة بتفجير سيارة مفخخة أخرى على باب المستشفى الوطني بعد حضور أهالي الشهداء والمصابين، ما أدى إلى مقتل حوالي 35 مواطناً وإصابة 44 أخرين بجروح".
وكانت عدة انفجارات بعبوات ناسفة وقعت قبل يومين، في منطقة ضهر الجبل بالسويداء، استهدفت عدداً من شيوخ الطائفة الدرزية راح ضحيتها الشيخ وحيد البلعوس والشيخ فادي نعيم، فيما انفجرت سيارة مفخخة بجوار البوابة الجنوبية لمستشفى السويداء الوطني وسط المحافظة، ما أسفر عن مقتل 4 مواطنين وإصابة 14 آخرين بينهم نساء وأطفال وأطباء.
وأشار قائد الشرطة إلى أن "أبو ترابة اعترف بأنه قام بعملية التخريب وسرقة المحلات ونهبها وتخريبها بالسويداء، وهو الذي قام مع مجموعته الإرهابية بمهاجمة مباني الأمن الجنائي وقيادة الشرطة والمحافظة وقتل أثناءها اثنين من مجموعته وأصيب أخرين، حيث تم التصدي لهذا الهجوم من قبل عناصر وقيادة فرع الأمن الجنائي الذين اشتبكوا مع الإرهابيين لمدة أكثر من 3 ساعات".
واعتبر اللواء سمرة أن كل ما حدث "كان عبارة عن مؤامرة واتفاق"، وكشف أنّه "حضر من الأردن ودرعا مؤخراً مسلحين من الجيش الحر وجبهة النصرة إلى السويداء من أجل القيام بهذا العمل لإحداث فتنة وبلبلة في هذه المحافظة، لأنهم لم يستطيعوا السيطرة عليها من الخارج فحاولوا مرة تلو أخرى السيطرة على مطار الثعلة، لكنهم فشلوا بسبب صمود الجيش السوري وأهالي محافظة السويداء وبعد ذلك استخدموا المجرم الإرهابي "وافد ابو ترابة" ومجموعته التخريبية التي حضرت معه لضرب السلم الأهلي واحداث فتنة من خلال استهداف الشيخ البلعوس ليصار إلى اتهام الجهات الأخرى به".
وأضاف اللواء "ابو ترابة اعترف بجريمته بالتفصيل لدى إحدى الجهات المختصة حيث أقرّ بالتفصيل عن أعماله الشنيعة والتي كان الهدف منها إشعال نار الفتنة في المحافظة".
وذكر اللواء أنّ "عدد الأشخاص الذين شاركوا معه في عمليات التخريب وإطلاق النار على الشرطة العسكرية والوحدات الشرطية قد بلغوا حوالي المئة شخص مسلحين بأسلحة خفيفة ومتوسطة".
وثمن اللواء سمرة موقف أهالي السويداء قائلاً "موقفهم وطني رائع جداً و شيوخ العقل والقامات الوطنية تمكنوا من امتصاص الفتنة واﻻحتقان وتحويل الموقف إلى موقف وطني خلف الجيش والقيادة لتطهير محافظة السويداء وكل الوطن من جميع أشكال الارهاب".
وعن تأخر مراسم تشييع البلعوس عزا قائد الشرطة ذلك إلى الطقوس الدينية وقال "ارتأت عائلته أن يكون التشييع على الأغلب غداً ونحن تركنا الخيار لهم، لأنه يهمنا الإجراءات الأمنية لمنع دخول الأشخاص والأيدي المندسة وتقوم بالأعمال التخريبية.. نحن ننسق مع عوائل الشهداء لتأمين الحماية والأمن لهم ولوفود المشيعين".