وأكد الدباش في حوار، لــ"سبوتنيك"، اليوم السبت، أن روسيا تستطيع أن تقدم كل شيء لليبيا، وما تستطيع أن تقدمه موسكو لن تستطيع أن تقدمه أمريكا، "ولنا تجارب سابقة حتى قبل 2011"، على حد تعبيره.
وشدد علي ضرورة أن تتجه بلاده إلى روسيا والصين، هذا "المحور العملاق"، وأن تستفيد مع علاقتها السابقة مع موسكو تحديداً، والتي فتحت ذراعيها لمساعدة ليبيا.
وإلى نص الحوار…
سبوتنيك: في ظل التخاذل الغربي والأمريكي.. هل فكرتم بالاتجاه لروسيا في مجال مكافحة الارهاب؟
وزير الداخلية الليبي: بالتأكيد، هذا هو الحل وإن جاء متأخراً ولكنه يجب أن يكون، لن نبقي دائماً رهينة في يد الغرب، لابد أن ندافع عن مصالحنا بالطريقة التي نراها مناسبة وأن نتحالف مع من يحقق لنا هذه المصالح.
سبوتنيك: ماذا تحتاج ليبيا من روسيا؟ هل هناك إتفاقيات موقعة مع موسكو في إطار التعاون المشترك؟
وزير الداخلية الليبي: روسيا تستطيع أن تقدم كل شيء، وما تستطيع أن تقدمه موسكو لن تستطيع أن تقدمه أمريكا، ولنا تجارب سابقة حتى قبل 2011، فيجب أن نتجه إلى روسيا والصين، هذا المحور العملاق، وأن نستفيد مع علاقتنا السابقة مع موسكو تحديداً، والتي فتحت ذراعيها لمساعدة ليبيا.
سبوتنيك: ما الذى تحتاجونه من موسكو لدعم قدرات قوات الشرطة؟
وزير الداخلية الليبي: نحن نحتاج للإمكانيات المتمثلة في التدريب والتسليح وما ينطبق علي قوات الأمن ينطبق علي الجيش، ولا صحة لما يقال، أن الجيش الليبي غير موجود.. وهو قادر على حماية البلاد فقط يحتاج للتسليح والامكانيات.. أنا مع اعادة تنظيم الجيش، لكن إعادة بنائه، لأنه موجودة بأعداد هائلة، نحن نحتاج لرفع حظر التسليح، فولجيش الليبي يتمتع بخبرات كبيرة.
سبوتنيك: هل أنتم مستعدون لحل مشكلة المهاجرين غير الشرعيين في المناطق التي تسيطرون عليها؟ ما هي احتياجاتكم لتحقيق ذلك؟
وزير الداخلية الليبي: برغم إمكانياتنا المتواضعة لمكافحة الهجرة غير الشرعية، فإن وزارة الداخلية الليبية تقوم بواجبها على أكمل وجه، ومهتمة إهتماما بالغاً بموضوع الهجرة غير الشرعية.. هناك جهاز متخصص في مكافحة الهجرة غير الشرعية يتبع وزارة الداخلية، وهو يقوم بواجبه على أكمل وجه رغم قلة الامكانيات، ويتم القبض على العديد من المهاجرين غير الشرعيين علي الحدود المشتركة مع مصر وتشاد دول أخري، ويتم تجميعهم وترحيلهم عن طريق الوزارة لبلدانهم.
لو توافرت لنا الامكانيات، فأنا علي يقين بأن الظاهرة ستختفي من ليبيا، هناك بعض الدول لا تعترف بجنسيات العناصر المهاجرين التابعين لها، وعدم وجود ممثلين لتلك الدول في ليبيا سبب المشكلة، فوزارة الداخلية تقوم بإيواء المهاجرين في أماكن صحية وتقدم لهم العون والرعاية الصحية، ويتم ترحيلهم الى بلدانهم.
سبوتنيك:هل أجريتم اتصالات مع دول الجوار وأوربا حول الهجرة الغير شرعية؟
وزير الداخلية الليبي: نحن تقريبا شاركنا في كل المنتديات والملتقيات التي تتكلم عن الهجرة غير الشرعية والإرهاب ومكافحتها، والآن أصبحت الحاجة ضرورية أكثر من السابق.. الحكومة الليبية المؤقتة تهتم بالموضوع جداً، وقامت بتشكيل هيئة يرأسها نائب رئيس الوزراء لشئون الهيئات ومعه 4 أو 5 وزراء ووكلاء وزارة، وستقوم تلك اللجنة بالتواصل مع مصر وتشاد ومالى والاتحاد المغاربي والجامعة العربية والاتحاد الافريقي، بهدف تدويل قضية المهاجرين غير الشرعيين، فعندما يطرح موضوع مثل هذا من أي منظمة أو اتحاد، سيكون لذلك مردود أكبر أمام المحافل الدولية.
ولقد شعرت أوربا بأنها تضررت كثيرا من الهجرة الغير شرعية، ووصل الإرهابيين، مستغلين ذلك، لجنوب أوربا، وأعتقد أن ما حدث في فرنسا والدول الأوربية يؤكد أن الخطر أصبح يدق أبواب الاتحاد الاوربي.
سبوتنيك: هل هناك تحسن في الوضع السياسي والأمني في البلاد؟
وزير الداخلية الليبي: الوضع السياسي في المناطق تحت سيطرة الحكومة المؤقتة يسير على أفضل حال، ومؤسسات الدولة تشتغل جميعها.. هناك نوع من التواصل فيما بينها، والأمر يسير على ما يرام.
أما عن الوضع الأمني في ليبيا، فهناك بعض الخروقات الأمنية التي تحدث بين الحين والآخر، والتي ترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجماعات الإرهابية المتطرفة، مثل ما يحدث في درنة وسرت وضواحي بنغازي.. الوضع الأمني مرتبط بالقضاء على الجماعات الإرهابية المتواجدة في ليبيا، وطالما بقت الجماعات متواجدة، وطالما أمريكا والدول الأخرى لم تتخذ القرار المناسب للقضاء على هذه الجماعات بتسليح الجيش والشرطة، فلا أعتقد أن الأمن سيكون مستتباً في يوم من الأيام.