وخوفاً من أن "تسحب روسيا البساط" لطرد الإرهاب من سوريا، وسعت الولايات المتحدة الأمريكية خططها في العراق بالقرب من الحدود الفاصلة مع الأراضي السورية، لأخذ زمام المبادرة من الروس، واستنزاف آخر قطرة دم عراقية.
وكشف الناطق العسكري بإسم "الحشد الشعبي" العراقي كريم النوري، لـ"سبوتنيك"، الأحد، أن القوات الأمريكية تُخطط لتدخل بري لدحر تنظيم "داعش" من الرمادي، مركز محافظة الأنبار بغرب العراق.
وأضاف النوري، "إن القوات الأمريكية، المتمثلة بالمستشارين والمدربين وفرق الإستطلاع، إرتفعت أعدادها حديثاً في قاعدة الحبانية الجوية بشرق الرمادي.. والولايات المتحدة تُريد أن تضغط على روسيا، حال أرسلت قواتها إلى الجارة سوريا، وتريد أن تتدخل برياً في الأنبار لتكون على مقربة من نظيرتها الروسية".
وتدارك النوري، "لكن القوات الأمريكية لن تُزيد الوضع في العراق إلا سوءاً.. سبق وأربكت الحال في الرمادي، عندما توعدت بحمايتها واعتبارها خطاً أحمراً، لكن المدينة سقطت بيد داعش".
ويرى النوري، أن الولايات المتحدة الأمريكية غير جادة في القضاء على تنظيم "داعش" في العراق.
وكان الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أوضح، في تصريحات له، في الرابع من الشهر الجاري، أن بلاده تقدم دعماً عسكرياً ملحوظاً للحكومة السورية، ولكن من السابق لأوانه الحديث عن إستعداد روسيا للمشاركة في عمليات عسكرية ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش).
أمريكيون في شرق الرمادي
وعلى صعيد متصل، أكد نائب رئيس مجلس محافظة الأنبار فالح العيساوي، لـ"سبوتنيك"، الأحد، وجود عدد كبير من القوات الأمريكية، جنوداً ومستشارين، في قاعدة الحبانية الجوية مع آلياتهم.
وأضاف العيساوي، "إن القوات الأمريكية زادت في عمليات التنسيق العسكري مع القطاعات الأمنية العراقية، من خلال مقراتها المُسيطرة عليها داخل الحبانية".
ولفت إلى أن الأمريكان عينوا مع كل قطاع عسكري عراقي مستشارين منهم، والتنسيق يتم من داخل قاعدة الحبانية حصراً حتى الآن، وليس في الصفوف الأمامية المقاتلة ضد "داعش".
وتابع العيساوي، "إن عمليات التدريب والتجهيز والاستطلاع الجوي والضربات الجوية الأمريكية، زادت بشكل كبير جداً في شرق الرمادي".
وألمح العيساوي إلى أن القوات الأمريكية لن تتحرك برياً في الأنبار، ما لم يصلها أمراً من الحكومة العراقية الاتحادية.
وكشف الخبير الأمني والمحلل السياسي العراقي أحمد الأبيض لـ"سبوتنيك"، في وقت سابق، أن ما يُقارب من 1500 مقاتلاً ومستشاراً أمريكياً يتواجدون في العراق، للتدخل البري عند الحاجة.