الأمم المتحدة — سبوتنيك
صرح الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، في كلمةٍ ألقاها اليوم الإثنين في الدورة السبعين للجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة، أن تصرفات أي دولةٍ، تتجاوز مجلس الأمن الدولي هي تصرفاتٌ غير شرعية. وقال بوتين: "الحلول التي تناقش في منابر هيئة الأمم المتحدة، يتمُّ الاتفاق عليها، على شكل قراراتٍ أو لا يتمُّ الاتفاق عليها، أو كما يقول الدبلوماسيون — يمر أو لا يمر، وكل تصرفٍ لأي دولةٍ بشكل يتجاوز هذا النظام — هو تصرفٌ غير شرعي، ويخالف ميثاق هيئة الأمم المتحدة والقانون الدولي المعاصر".
لذلك نوَّه الرئيس الروسي، إلى أن الإجراءات التي تتجاوز هيئة الأمم المتحدة يمكن أن تكون عاملاً مدمراً لبنية ومنظومة العلاقات الدولية.
وقال بوتين: "روسيا على أساس التوافق الواسع، مستعدةٌ لهذا العمل، أي لمزيدٍ من العمل، لتطوير هيئة الأمم المتحدة مع جميع الشركاء، لكننا نعتقد أن محاولات توسيع نفوذ وشرعية هيئة الأمم المتحدة، أمرٌ خطيرٌ للغاية، لأنه يمكن أن يؤدي إلى انهيار بنية العلاقات الدولية بكاملها".
وتابع الرئيس الروسي قائلاً: "عندها، لن تكون هناك قواعد، باستثناء حقِّ الأقوياء…سيكون عالماً تسوده الأنانية المطلقة، بدلاً من أن يسوده التعاون".
ودعا بوتين، في كلمته التي ألقاها اليوم أمام الجمعية العمومية، إلى احترام الاختلاف وعدم إلزام أي طرفٍ، بالتكيف مع نموذجٍ واحد للتطور.
وقال بوتين: "في هذا النطاق، زملائي المحترمين، يوجد سؤالٌ واحدٌ حول ما يسمى شرعية الحكومة، لا يجوز التلاعب بالألفاظ، في القانون الدولي وفي الأمور الدولية، يجب أن يكون كل مصطلحٍ واضحاً وشفافاً، وأن يحمل معنى واحد ومفهوماً واحداً".
وأضاف الرئيس الروسي: "نحن جميعاً مختلفون، ويجب أن ينظر إلى هذا الأمر باحترامٍ، لا أحد ملزم بالتكيف مع نموذج واحدٍ للتطور".
وفيما يتعلق بآليات التدخل الخارجي في منطقة الشرق الأوسط، أعلن بوتين، أن التدخل الخارجي في منطقة الشرق الأوسط، وقارة أفريقيا أدى إلى اختلال سبل العيش، وضعف مؤسسات الدولة.
وقال: "إن التدخل الخارجي العدواني، أدى بدلاً من إصلاح مؤسسات الدولة إلى اختلال سبل العيش، وبدلاً من انتصار الديمقراطية والتقدم، قاد إلى العنف، والفقر، والكوارث الاجتماعية، ولضياع حقوق الإنسان، بما فيها حقه في الحياة، التي لم تعد تؤخذ بعين الاعتبار".
وأضاف الرئيس الروسي: "أود أن أسأل هؤلاء، من الذين أدوا إلى نشوء هذا الوضع المتأزم، هل تدركون الآن ماذا اقترفتم"؟.
والجدير بالذكر، أن مقر هيئة الأمم المتحدة، وضمن جلسات الدورة السبعين للجمعية العمومية، شهد اليوم الإثنين إلقاء الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لكلمة روسيا الاتحادية، التي تطرق خلالها الزعيم الروسي للعديد من القضايا الدولية المختلفة، ومنها قضية مكافحة تمدد تنظيم "الدولة الإسلامية"، وقضية تدفق اللاجئين من دول منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا إلى قارة أوروبا، علماً بأن هذه القضايا، ستكون من بين القضايا الرئيسية التي ستطرح بين ممثلي الدول وأعضائها المندوبين إلى جلسات الدورة السبعين للجمعية العمومية لهيئة الأمم المتحدة.
وتجدر الإِشارة إلى أن الدورة السبعين للجمعية العامة لهيئة الأمم المتحدة، افتتحت يوم 15 أيلول/ سبتمبر الجاري، وتتزامن هذا العام 2015، مع ترأس روسيا الاتحادية خلال شهر أيلول/ سبتمبر الحالي، لمجلس الأمن الدولي، وقد بدأت المناقشات العامة على أرفع المستويات، منذ صباح اليوم 28 أيلول/ سبتمبر، وترأس الرئيس فلاديمير بوتين، الوفد الروسي، وقبل ذلك بين 25-27 أيلول/ سبتمبر الجاري، جرت قمة أخرى لهيئة الأمم المتحدة في نيويورك، بحثت شؤون التنمية، وألقى خلالها وزير الخارجية سيرغي لافروف، كلمة روسيا الاتحادية يوم أمس الأحد 27 أيلول/ سبتمبر.