بغض النظر عما يثار في وسائل الإعلام المختلفة، التي تتناقل أخبارا عن وصول جنود أو سلاح أو طائرات روسية إلى سورية، بعد الإعلان الرسمي عن الموقف الروسي تجاه دعم سورية بكافة أشكاله في مواجهة الإرهاب، حتى لو اضطر الأمر لتقديم الدعم العسكري المباشر لسورية في حال طلبت، وبالرغم من أنه حتى هذ اللحظة لم يتم التصريح أو الحديث الرسمي بشكل مباشر، من قبل الجهات الروسية الرسمية والدبلوماسية وحتى المقربة، نرى أن الشعب السوري يرحب ترحيبا واسعاً في التواجد الروسي على أراضيه لدعم الجيش والشعب في مواجهة الإرهاب الذي يعيث فساداً في البلاد منذ حوالي خمس سنوات. ومن هنا تزامناً مع الإعلان عن الموقف الروسي تم العمل على استخدام الملف الأكثر إثارة للمشاعر والإنسانية، ألا وهو الملف الخاص باللاجئين السوريين الذين تهافتوا على حدود الدول الأوربية بحثاً عن الملجأ والأمان، وعن حياة أفضل، كما جاء في وسائل العلام التابعة للدول المتداخلة في الأزمة السورية، لتشكل من خلالها ضغطا على القيادة السورية، وعلى الموقف الروسي الحازم من جهة أخرى، ليكون أداة جديدة في تسعير الأزمة السورية، علماً بأن الإحصاءات الدولية الرسمية لهذه الأعداد الكبيرة من اللاجئين تؤكد أن من بين كل خمسة منهم يوجد شخص واحد من المواطنين السورين فقط، وبالتالي بدا كل شيء مفهوم هنا من خلال هذه التحركات قبل الاجتماع الدولي بمناسبة مرور 70 عاماً على تأسيس الأمم المتحدة، وفي ظل كل هذه المتغيرات نرى أن الأيام القادمة ستكون أياما مفصلية من خلال المواجهة الحقيقية وجهاً لوجه بين زعماء الدول التي تقف إلى جانب داعمي المجموعات الإرهابية المسلحة، والدول الداعمة للموقف السوري في مواجهة الإرهاب وتحديدا بين الرئيسين فلاديمير بوتين والرئيس الأمريكي باراك أوباما.
وما علينا هنا إلا أن ننتظر الحلقة الأخيرة إن صح التعبير من التغيير في المواقف تجاه الأزمة في سورية، وطريقة التعامل معها، في ظل تعنت أمريكي بالضغط على الرئيس السوري بشار الأسد للتنحي، ولو أن هذا الشرط بات من الماضي تماماً إذا ما قسناه مع المراحل الماضية من الأزمة السورية من جهة، ومع المواقف الدولية من جهة أخرى. إذاً دخول روسيا على خط الأزمة بهذه القوة، سيكون له دور كبير في تبريد الرؤوس الساخنة التي كادت أن تودي بالمنطقة ككل إلى الوقوع بيد "داعش".
إعداد وتقديم نواف إبراهيم