الاختلافات الأساسية بين الرئيسين مرتبطة بقضايا تسوية الأزمة السورية.
وصفت صحيفة "دويتشه فيله" الألمانية اللقاء بـ"لعبة البوكر حول الأسد". وكتبت الصحيفة "هل يجب على الأسد البقاء أم الرحيل؟ وكما كان متوقعا حتى ضمن إطار اجتماعهما المسائي الأول بعد عامين، لم يتمكن فلاديمير بوتين وباراك أوباما من الاتفاق على الدور المستقبلي للدكتاتور السوري" حسب وصف الصحيفة.
ولاحظت صحيفة "واشنطن بوست" أن أوباما وبوتين أوضحا أنهما يختلفان بشدة في وجهات النظر حول كيفية التعامل مع الأزمة في سورية وغيرها من دول الشرق الأوسط، وعلى الرغم من أن كليهما أظهرا الرغبة في حل القضية عن طريق الجهود المشتركة، إلا أنهما ألقيا اللوم في الفوضى التي تعم المنطقة على بعضهما البعض.
بينما وصفت صحيفة "لوس أنجليس تايمز" الخلافات بين أوباما وبوتين بشأن سورية على أنها "تبادل للضربات". وأشارت الصحيفة إلى أن الجانبين لم يتوصلا إلى أي اتفاق بهذا الشأن عقب الاجتماع.
ووفقا للصحيفة الكندية "غلوب أند ميل"، فإن الاختلافات الفكرية التي عرضها كل من بوتين وأوباما خلال الجلسة تدل على حلول "عصر التعددية القطبية". فقد أوضح فلاديمير بوتين للرئيس الأمريكي أن الولايات المتحدة لم تعد قادرة على وضع القواعد لوحدها، بينما اعترف أوباما بذلك بشكل غير مباشر.
وأشارت الكاتبة في قناة "سي إن إن" فريدا غيتيس إلى أن الاختلاف الحاد في وجهات النظر بين بوتين وأوباما لعب الدور الرئيسي في هذا اليوم الحاسم من الجمعية العامة للأمم المتحدة، إذ تهجم الزعيمان على بعضهما بعضا، غالبا بطريقة غير مباشرة، لكنها لا تخلو من التلميحات المباشرة على تصرفات الخصم.
ولفتت الانتباه على تفوق روسيا على الولايات المتحدة فيما يتعلق بسورية لأنها تملك مخططا، أما الولايات المتحدة فلا تزال في حالة من الضياع.
وأشار صحفيو "نيويورك تايمز" إلى أن بوتين وأوباما اتفقا خلال الجلسة في نيويورك على "المبارزة اللفظية". فقد عبر كل منهما عن رأيه المختلف. وقالت الصحيفة إن الزعيمين يلعبان بـ"اللعبة الماكرة" — لعبة البوكر الدبلوماسية، التي يحاول خلالها كل جانب إقناع الآخر.
وذكرت الصحيفة أن الرئيسين لم يقلصا فجوة الخلاف بشأن الموضوع الجوهري: حول مستقبل بشار الأسد، سواء في الخطابين أو في الاجتماع.
صحيفة "نيويورك بوست" قالت إنه تبين خلال خطابي بوتين وأوباما في الجمعية العامة للأمم المتحدة، من منهما رجل العمل، ومن رجل الكلام. إذ كتبت الصحيفة "وأخيرا، أظهر الزعيم العالمي القوي مزايا القيادة الحقيقة فيما يتعلق بالشرق الأوسط والأزمة السورية، ولسوء الحظ فإن هذا القائد هو الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وليس باراك أوباما".
بينما تتخذ مجلة "شبيغل" الألمانية موقفا أكثر تفاؤلا في مقالها "أوباما وبوتين في قمة الأمم المتحدة. إنهما يتحدثان والعالم يتوهج بالأمل"، والحديث هنا يدور حول الأعمال المستقبلية المشتركة المحتملة لروسيا والولايات المتحدة بشأن الأزمة السورية. ويأمل العديد من الدبلوماسيين في نيويورك باتفاق واشنطن وموسكو على خطوات ملموسة بشأن الأزمة السورية، وربما دون مناقشة مستقبل بشار الأسد في الوهلة الأولى.
ووفقا لصحيفة "هاندلسبلات" الاقتصادية الألمانية، فإن الرئيسين لم يتفقا بشأن مستقبل الرئيس السوري بشار الأسد. فقد وصفه أوباما بالطاغية، بينما مدحه بوتين باعتباره ضمان الوحدة الوطنية السورية، والمفارقة تكمن في الوضع السياسي، إذ أن الجانبين على حق.
وقال مراسل قناة "فرانس 24" إن اجتماع رئيسي الولايات المتحدة وروسيا وخطاب فلاديمير بوتين في الأمم المتحدة إشارة إلى عودة الرئيس الروسي إلى الساحة الدولية. ووفقا لرأيه، فإن الغرب حاول "عزل" بوتين بسبب الصراع الأوكراني ودعمه لبشار الأسد، لكنه أصبح تدريجيا الشخصية الرئيسية في الوضع المخيم على النزاع السوري.