إعداد وتقديم نواف إبراهيم
يوم أمس لم يكن يوماً عادياً في تاريخ منظمة الأمم المتحدة، والذي اجتمع فيه كل زعماء العالم بمناسبة الاحتفال بمرور 70 عاماً على تأسيس منظمة الأمم المتحدة، وكانت أنظار العالم كله متجهة إلى الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين، والأمريكي باراك أوباما، وإذا ما نظرنا بتمعن إلى كلمة الرئيس فلاديمير بوتين ومن خال مقارنتها بالوقت مع كلمة الرئيس الأمريكي التي استغرقت 23 دقيقة، بدأ فيها على عكس أوباما بالمشاكل الحاصلة في منطقة الشرق الأوسط، بينما أوباما جاء على ذكرها وتحديداً سورية في نهاية كلمته، هذا من جانب، ومن الجانب الآخر نرى أن الرئيس بوتين كان قد تحدث بهدوء وبثقة حول ما يجري في العالم، وعلى يد من، ملمحاً إلى سياسة الولايات المتحدة الأمريكية المدمرة، واعتبر أو شبه ما يجري الأن هو نتيجة لما حدث بعد الحرب العالمية الثانية التي تشكلت بعد انتهائها الجمعية العمومية للأمم المتحدة ومجلس الأمن، ليكونا مركز الطاعة الدولية لحل المشاكل العالمية العالقة وفق المواثيق والمعاهدات والقوانين التي قامت على أساسها هذه المنظمة، كما واعترف بشكل غير مباشر بأن الولايات المتحدة قد حققت هدفها بتفكيك الاتحاد السوفييتي السابق، مشيراً بشكل غير مباشر إلى ذلك بقوله حتى نهاية الحرب الباردة.
بالمقابل الرئيس أوباما الذي حاول أن يظهر قوياً، لم يستطع التهرب من الاعتراف بأن دولته لم تعد الدولة العظمى الوحيدة، أو الطرف الوحيد الذي يمكنه أن يسير العالم ويحل مشاكله، حيث قال أنه لدينا الكثير من الملفات التي لم نعد نستطيع حلها لوحدنا بالرغم من قوتنا، ومن هنا نرى أن هذه الخطوة اعترافاً بعودة القوة الروسية كدولة محورية على الساحة العالمية.
إذا بدأ الرئيس بوتين بتحقيق إعادة الجميع إلى تحت قبة الأمم المتحدة، هذ المنظمة الدولية التي يجب أن تكون الناظم للعلاقات والساسيات العالمية وحل المشاكل العالقة بين الدول، وليس على أساس شخصي بين شخصين كما حاول الرئيس أوباما أن يفعل ضارباً بعرض الحائط وجود كل الدول العالمية الأخرى، وحتى حلفائه الذين رماهم فجأة متوجهاً إلى الدعوة للحوار مع روسيا وإيران للتنسيق في المرحلة القادمة لمواجهة داعش وإرهابها.
ومن هنا نرى أن تشكيل غرف العمليات الرباعية المؤلفة من روسيا وإيران والعراق وسورية بقيادة روسية قد تكون النواة الأولى للانطلاق لتشكيل التحالف الجديد ضد الإرهاب بشكل عام وليس ضد داعش فقط، والاعتراف بشرعية حرب الجيش السوري ضد داعش والمجموعات الإرهابية المسلحة المدعومة أصلا من الولايات المتحدة وحلفائها في المنطقة، ولكن السؤال الأهم هنا الذي يطرح نفسه هل ستتعظ الولايات المتحدة الأمريكية مما اقترفته والحال الذي وصل إليه العالم؟ أم أنها سوف تتابع نفس النهج والسياسة وتحارب داعش والإرهاب بما يخدم مصالحها.
التفاصيل في حوارنا مع الكاتب والمحلل السياسي الأستاذ أحمد صوان