وحول مشاركة تيارات الإسلام السياسي في الانتخابات البرلمانية المقبلة، التقت "سبوتنيك" مع الخبير في شؤون الإسلام السياسي، ماهر فرغلي، الذي أشار إلى حزب "النور" التابع للدعوة السلفية هو الممثل الوحيد لتيارات الإسلام السياسي بعد حظر مشاركة حزب "الحرية والعدالة" التابع لجماعة الإخوان والأحزاب الأخرى الداعمة لها.
سبوتنيك: مصر مقبلة على انتخابات برلمانية جديدة، هل سيكون هناك دور لتيارات الإسلام السياسي في مصر؟
فرغلي: أولا يجب التأكيد على أن تيار الإسلام السياسي بكل أصنافه وجماعاته بلا شك له دور في الشرق الأوسط، وسيظل هذا التأثير واضحاً على مدار الـ 20 سنة القادمة، وسيكون له دور في التغييرات التي تتعرض لها المنطقة. كذلك فأن الدعوة السلفية تعيش أزمة حقيقية، تجعل منه منافساً غير قوي في الانتخابات المقبلة، ولن يشكل خطراً على الحكومة من خلال تواجده في البرلمان الجديد، مشيراً إلى أن "التيار السلفي نفسه صرح بأنه لن يعترض على القوانين التي تطرحها الدولة"، مضيفاً أن "التيار السلفي يخشى مصير الإخوان، وبالتالي فقد اتخذ قراره بدعم الدولة مقابل مواءمات مع الدولة التي لا تخشى مشاركة التيار السلفي المتمثل في حزب النور في البرلمان".
سبوتنيك: ما هي فرص حزب النور، التابع للدعوة السلفية في مصر للتمثيل داخل البرلمان المقبل؟
فرغلي: يشارك حزب "النور" التابع للتيار السلفي في مصر، الانتخابات البرلمانية المقبلة، أن مرشحي التيار السلفي تنافس على ما يقرب من 15 إلى 20 % من مقاعد البرلمان المصري الجديد، وأن الفوز بهذه النسبة يعود إلى أنه القوة المنظمة الوحيدة من بين تيارات الإسلام السياسي، في ظل غياب الإخوان وضعف الأحزاب السياسية الأخرى. ويجب الإشارة إلى أن حزب "النور" السلفي يمارس "مهادنة سياسية" مع الدولة في مقابل تحقيق مصالح محددة، مشيرا إلى أن التيار يسعى للاستحواذ على مكان الإخوان في الحياة السياسية، فضلاً عن إدراك قيادات السلفية صعوبة المواجهة مع الدولة.
سبوتنيك: هل يشكل حزب النور خطورة على سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السياسي داخل البرلمان؟
فرغلي: مشاركة حزب "النور" التابع للدعوة السلفية، في الانتخابات البرلمانية يأتي في إطار إيمان الدولة المصرية بضرورة وجود تيار إسلامي في المشهد السياسي العام، وحدث ذلك في عهد الرئيس السابق حسني مبارك، حيث سمح للإخوان بممارسة العمل السياسي، بهدف توفير متنفس للتيارات الإسلامية حتى لا تتحول إلى العنف المسلح، فضلا عن دعم الدعوة السلفية لثورة 30 يونيو/حزيران 2013، لإسقاط حكم الإخوان.
سبوتنيك: ما هي أسباب الأزمة التي يعيشها حزب النور التابع للدعوة السلفية في مصر؟
فرغلي: الأزمة التي يعيشها التيار السلفي في مصر، تعود إلى الانقسام حول قرار قيادات التيار دعم الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، وجدوى المشاركة السياسية، خاصة وأنه شارك في ظل حكم الإخوان، وفي الانتخابات الرئاسية التي جاءت بالسيسي رئيساً، في الوقت الذي لم ينخرط التيار في أي عمل سياسي خلال عهد الرئيس السابق حسني مبارك، وأيدولوجية التيار وفتوى قياداته بحرمة المشاركة في الانتخابات والعملية الديمقراطية.
سبوتنيك: ما هو شكل البرلمان المقبل في ظل مشاركة الدعوة السلفية وغياب الإخوان المسلمين؟
فرغلي: البرلمان المقبل لن يشكل خطراً على سياسة الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خاصة في ظل المحاولات التي بدأت بعض القوى السياسية المرشحة للفوز في الانتخابات، بالحديث عن تعديل صلاحيات الدستور الجديدة فيما يتعلق باختصاصات الرئيس مقابل اختصاصات البرلمان الجديد. وحزب" النور" السلفي سيمرر القوانين التي تعرض من جانب الحكومة ولن تكون هناك معارضة قوية من جانبه لا للرئيس أو للحكومة وذلك في ضوء التفاهمات التي تجري بين قيادات الدعوة السلفية والنظام الحالم في البلاد، على غرار ما كان يجري بين نظام الرئيس السابق وجماعة الإخوان المسلمين.
وتجدر الإشارة إلى أن المرحلة الأولى من الانتخابات البرلمانية المصرية، تجرى خلال يومي 18 و19 أكتوبر/تشرين الأول الجاري، وتضم محافظات الجيزة، والفيوم، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، والوادي الجديد، وسوهاج، وقنا، والأقصر، وأسوان، والبحر الأحمر، والإسكندرية، والبحيرة، ومرسي مطروح.
كما تجرى المرحلة الثانية للانتخابات، في 22 و23 نوفمبر/تشرين الثاني المقبل، في 13 محافظة، هي القاهرة، والقليوبية، والدقهلية، والمنوفية، والغربية، وكفر الشيخ، والشرقية، ودمياط، وبورسعيد، والإسماعيلية، والسويس، وشمال سيناء، وجنوب سيناء، على أن تجرى عملية الانتخاب في دوائرها خارج جمهورية مصر العربية، يومي السبت والأحد الموافقين 21 و22 نوفمبر/تشرين الثاني.
وتم تقسيم الدوائر الانتخابية إلى أربع مناطق، الأولى تضم 7 محافظات وهي القاهرة إلى جانب محافظات جنوب ووسط الدلتا ومخصص لها 45 مقعدا، والمنطقة الثانية تضم 11 محافظة وهي الجيزة إلى جانب محافظات شمال وجنوب الصعيد، ومخصص لها 45 مقعداً، والمنطقة الثالثة وتضم محافظات شرق الدلتا (7 محافظات) ومخصص لها 15 مقعداً، والرابعة تضم الإسكندرية والبحيرة ومرسى مطروح ومخصص لها 15 مقعدا، بينما يبلغ عدد مقاعد المرشحين على النظام الفردي يبلغ 448 مقعداً.
أجرى الحوار أشرف كمال