القاهرة، سبوتنيك. وأحاطت تعقيدات طويلة بتشكيل التحالفات في النظامين الفردي والقوائم، كان من أبرزها انسحاب أحزاب اليسار من القوائم الانتخابية والاكتفاء بالمنافسة على 45 مقعد من المقاعد الفردية.
وبينما توزّعت أهم ملامح التنافس على المقاعد الفردية بين الانتماء للقبائل والعائلات الكبيرة، والانتماء للنظام القديم، في ما بات يعرف بـ"الفلول"، فضلًا عن المرشحين العاملين السابقين في الشرطة والمؤسسة العسكرية، بقيت الكتل المتنافسة على نظام القوائم المطلقة محددة في عدد قليل.
وأعلنت اللجنة العليا قبول أوراق قوائم "حزب النور" السلفي و" التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية" و" في حب مصر" لإقليم القاهرة. وقائمتي "الصحوة الوطنية" و" في حب مصر" لإقليم الصعيد. وقائمتي "فرسان مصر" و" ائتلاف نداء مصر" لإقليم غرب الدلتا. وحسمت نتيجة إقليم شرق الدلتا بالتزكية لقائمة "في حب مصر".
وتتشكل قوائم حزب النور، بشكل أساسي من أعضائه السلفيين، بالإضافة للأفراد اللازمين بحسب نظام الكوتة كالأقباط والمرأة.
وتتولى المستشارة تهاني الجبالي، الداعمة لنظام الرئيس السيسي، مهمة منسقة قائمة "التحالف الجمهوري للقوى الاجتماعية". وتضم القائمة الوكيل الأسبق لجهاز المخابرات حسام خير الله، والذي سبق له الترشح لرئاسة الجمهورية عام 2012 وجاء في ذيل قائمة الحاصلين على الأصوات.
أما قائمة " الصحوة الوطنية"، التي تعرضت لأنباء عن وجود مقربين من جماعة الإخوان بين مرشحيها، فكانت هي الأكثر ابتعادا عن الأضواء، وغالبية مرشحيها ليسوا معروفين.
ويقول منسق القائمة أحمد حسن إن "القائمة مدعومة من رابطة الصحوة الأزهرية الصوفية، برئاسة الشيخ محمد الأسواني، وهو مؤسس القائمة، ولا يخوض الانتخابات ورجل صاحب مواقف واضحة ضد الإخوان".
أما قائمة "فرسان مصر" فهي منبثقة عن حزب يحمل نفس الاسم، ويرأسه اللواء السابق عبد الرافع درويش. ويعد الحزب الذي انفرد بكامل القائمة واحد من الأحزاب الكثيرة التي تأسست مؤخرا.
قائمة "ائتلاف نداء مصر" التي تدخل في منافسة شديدة مع القائمة الأكثر نفوذا "في حب مصر"، تضم على رأسها طارق زيدان، الذي برز اسمه إبان ثورة 25 يناير. حيث كان شاهدا أساسيا في قضية "موقعة الجمل"، وأشار في شهادته إلى تخاذل قوات الجيش بشكل متعمد عن إنقاذ المتظاهرين.
فيما يقف عاطف قاعود، وهو أحد المرشحين على قائمة "ائتلاف نداء مصر" و الذي خاض الانتخابات في العام 2012 على قوائم حزب الإصلاح والتنمية، الذي أسسه محمد أنور محمد عصمت السادات، قريب الرئيس المصري الأسبق السادات.
أما قائمة "في حب مصر"، فتعتبر القائمة الأكثر انتشارا، حيث أن نتيجتها في إقليم شرق الدلتا حُسمت بالفعل لصالحها، باعتبار أنها الوحيدة المقبولة أوراقها من اللجنة العليا للانتخابات.
مرّ التحالف منذ إعلانه بالكثير من نقاط التحول والأخذ والرد، حيث أعلن تبني ما طلبه الرئيس السيسي مرات عدة، بمحاولة التوافق للاتفاق على قائمة واحدة يدعمها السيسي. وفي هذا السياق، تجمع أكبر عدد من أعضاء الحزب الوطني المنحل، والعسكريين والخبراء الأمنيين، الذين شكلوا رأس حربة داعمي السيسي في تحالف واحد.
والآن، يتولى مسؤولية تنسيق الائتلاف اللواء سامح سيف اليزل، وهو الشخصية المحاطة بالكثير من الغموض، سواء في مجال الاستثمار- إذ أنه شريك في واحدة من أكبر الشركات الأمنية " جي 4 إس" والتي تعمل في فلسطين المحتلة- أو في المجال الأمني والسياسي مستغلا قربه من السيسي وعمله الطويل في الحرس الجمهوري والمخابرات الحربية والمخابرات العامة.
وكان اليزل، اعترف في أحد اللقاءات التلفزيونية بضمّ عدد من المنتسبين لحزب مبارك لقوائم الحزب، قائلا "نعم إحنا عندنا بعض المرشحين من الحزب الوطني، ولكن هؤلاء المرشحين وطنيون لم تلوث أيديهم بأموال الشعب المصري، ولم تصدر ضدهم أية أحكام، ومن الصعب التعميم بفساد 3 ملايين عضو سابق بالحزب الوطني، ومرشحونا شرفاء، لا يمكن أن يعاقبوا بذنب الغير، وهدفهم خدمة الوطن".
وينتسب لتحالف "في حب مصر" العديد من الشخصيات اللافتة، سواء المنافسين من ضمن قوائم أو على المقاعد الفردية. ومن أبرزهم وزير الإعلام السابق أسامة هيكل، والصحفي مصطفى بكري، وعضو حركة تمرد و6 أبريل السابق طارق الخولي، والبرلمانية السابقة وأحد أبرز المدافعات عن الرئيس المخلوع حسني مبارك، مارغريت عازر، ورجل الأعمال أكمل قرطام الوارد، اسمه في عدد من قضايا الفساد المالي، ومؤسس حركة تمرد محمود بدر، الذي ورد اسمه في العديد من ملفات الفساد والارتباط بالمؤسسة الأمنية للتجهيز لتصعيد نجم الرئيس السيسي.
وسيكون هذا هو البرلمان المصري الثاني بعد ثورة 25 يناير 2011.
وقرر القضاء المصري في 2012 حلّ البرلمان بسبب عدم دستورية القانون المنظم لانتخاب المقاعد الفردية في البرلمان. الأمر الذي أثار حينها حفيظة الرئيس محمد مرسي، فقرر إلغاء قرار الحلّ في 2013، إلا أن قرار مرسي لم يدخل حيز التنفيذ.
ونال التيار الإسلامي، بين الإخوان المسلمين والسلفيين، الأغلبية العظمى في البرلمان المنحل.
وتجري الانتخابات علي مرحلتين؛ المرحلة الأولى في يومي 17، و18 أكتوبر/تشرين الأول الجاري في الخارج، ويومي 18 و19 من نفس الشهر في الداخل. وتجري المرحلة الأولى من الانتخابات في 103 دائرة في نطاق 14 محافظة.
وتعد محافظات الإسكندرية، والجيزة، وبني سويف، والمنيا، وأسيوط، وأسوان، من أبرز محافظات المرحلة الأولى، وباقي المحافظات، وعلى رأسهم العاصمة القاهرة، فتبدأ الانتخابات فيها يوم 21 نوفمبر / تشرين الثاني.
ويتنافس المرشحون على شغل 448 مقعد للنظام الفردي و120 للقوائم المطلقة، في 205 دائرة للانتخاب بالنظام الفردي، و4 دوائر للقائمة.