والهيمارتيا هي العيب الخطير لدى الشخصية في التراجيديا والتي تودي بها إلى الهلاك. فتصور أن شعب أو دين يتفوق على آخر هو نوع من الغطرسة القاتلة التي تقود دائما لمصير أسود. وقد حذر الكاتب التشيكي لاديسلاف كاسوكا من هذا بقوله: "عبر سنوات التاريخ البشري، هناك العديد من الشخصيات ممن أصابتهم هذه الآفة، وتصوروا أن شعوبهم، عرقهم، دينهم فوق من سواهم. يقدم التاريخ حالات كثيرة مماثلة، أكد كاسوكا، ذاكرا الفراعنة، الكنيسة الكاثوليكية، النازيين، ومتطرفي المسلمين."
تشهد بعض الدول ظهورا تدريجيا للنازية الجديدة، لكن لا يوجد تهديدا مثلما في أوكرانيا لاستيلائهم على السلطة، أوضح كاسوكا. يقول: "للأسف، هناك عددا متزايدا من المسلمين يتجهون للتطرف، التجمع في أوروبا، وإقامة دولة الخلافة، حيث يعيش الناس وفق قواعد الاسلام."
يعتقد كاسوكا أن هناك فائدة مما يشهده العالم اليوم من أمور مقلقة. صار العديد من الناس مهتمين بما يحدث في العالم: وأهم شيء أنهم صاروا على علم بمن يحاول ايجاد حل للأزمة الجيوسياسية، بينما آخرون فقط يتحدثون ويحققون الثروات.
ويرى أن الاتحاد الأوروبي بين هؤلاء الذي لا يفعلون شيئا. فذكر أن: "هذه الكتلة عاجزة عن حماية حدودها وتجبر أعضائها على تنفيذ ما يقوله شخص ما في واشنطن."
أضاف أن: "الناس أصبحوا على وعي أن أوباما ليس على صواب في ادعائه في كل مؤتمر عالمي أن الشعب الأمريكي هو الشعب المختار، وأنه وحده القادر على قيادة الاقتصاد والسياسة العالمية. "
واصل كاسوكا كلامه قائلا أن الغطرسة والغرور دائما ما يسبقوا السقوط. فقد تشارك نابليون وهتلر في نفس الأفكار، وعليهم مواجهة خصم آخر لن يمكنهم هزيمته — روسيا. وأكد كاسوكا أن الروس لم يعلنوا قط أنهم متميزون أو مختارون لحكم العالم. إنهم يريدون دوما العيش في سلام، وإقامة علاقات جيدة مع شعوب أخرى.
قال كاسوكا: "هذه الأيام، إذا ما روج أحد لتفرده وصارع روسيا، التي تحاول هزيمة الإرهاب وإحلال السلام على الأرض التي جلب عليها الغرب الفوضى والدمار. وجب عليه أن يتذكر أن روسيا لا تبدأ الحروب، لكنها تنتصر فيها،" قال كاسوكا في ختام كلامه.