وجاء في بيان العمليات المشتركة (الجيش والشرطة الاتحادية والحشد الشعبي)، "طهرت عصر اليوم (الثلاثاء) مدينة بيجي والبو جواري بالكامل" من الإرهابيين بعد تطهير المنطقة الواقعة في محافظة صلاح الدين (210 كم شمال بغداد) وتفكيك الألغام والمتفجرات والعبوات الناسفة".
وعثرت القوات المشتركة في بيجي على ثلاث مقابر جماعية تعود لعناصر تنظيم "داعش"، حيث تضم المقبرة الأولى 24 جثة والثانية 14 جثة وتضم المقبرة الثالثة 17 جثة في منطقة الحي العصري.
وكانت القوات الأمنية العراقية شنت الأسبوع الماضي هجوما واسعا على آخر معاقل التنظيم في مناطق شمال صلاح الدين، حيث تمكنت من تحرير أجزاء واسعة من بيجي من ضمنها الحي العصري أحد أكبر أحياء المدينة، وتوغلت إلى المناطق الشرقية المحاذية لنهر دجلة.
وتمكن الجيش العراقي من إحكام سيطرته على ثلاث طرق رئيسة تقع شمالي مدينة تكريت قامت بدور مهم في تحركات عناصر التنظيم وإيصال الإمدادات لهم، إذ سيطر على الطريق الرابط بين مدينة بيجي وناحية الصينية من الجهة الغربية المطلة على نهر دجلة.
أما الطريق الآخر فهو الرابط بين بيجي ومركز مدينة تكريت من الجهة الشمالية، كما سيطرت على الطريق الرابط بين بيجي ومصفاة النفط الأكبر في العراق من الجهة الشمالية الشرقية.
ومن ناحية أخرى، نفذ طيران الجيش العراقي قصفاً جوياً مستهدفاً رتلاً مؤلفاً من سبع مركبات، ما أسفر عن مقتل نحو 30 مسلحاً من "داعش".
وأشار مصدر عسكري إلى أن الرتل كان متجهاً من قضاء الشرقاط صوب بيجي لشن هجوم على القطعات العسكرية العراقية المرابطة على الطريق الممتد من بيجي إلى مصفاة النفط.
وبحسب مراقبين محليين، فإن أن خطر تنظيم "الدولة الإسلامية" بات ينحسر تدريجياً في المناطق الواقعة شمالي محافظة صلاح الدين مثل قرى الزوية والمسحك ومكحول، وكذلك قضاء الشرقاط الواقع كليا تحت سيطرة المسلحين، والذي يعد منطقة مهمة من الناحية الجغرافية، لأنه يتوسط ثلاث محافظات وهي محافظة نينوى وصلاح الدين وكركوك.
من جهته أكد محافظ صلاح الدين رائد الجبوري، الثلاثاء، أن بيجي "منطقة منكوبة" بسبب العمليات العسكرية وتفخيخ تنظيم "داعش" للمباني وتدمير البنى التحتية، داعياً الحكومة المركزية والدول المانحة ومنظمات الإغاثة إلى المساعدة "لإعادة الحياة" إليها.
وقال الجبوري، إن معركة تحرير المدينة حسمت بزمن قياسي بفضل جهود الحشد الشعبي والقوات الأمنية، مشيراً إلى "تحرير أكثر من ألف كم مربع من أراضي صلاح الدين".
وتابع أن "المرحلة الثانية بعد التحرير هي الإعمار وإعادة الخدمات، مطالبا أهالي صلاح الدين ممن "لم تتلطخ أيديهم مع داعش"، بـ"الوقوف بجانب القوات الأمنية والمساهمة في الحفاظ على الأرض".